اكد سياسي قريب من الرئيس العراقي جلال طالباني أن عملية جمع التواقيع النيابية المطلوبة لسحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي والتي تسلمها طالباني لم تحسم حتى يوم امس، فيما دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر رئيس الحكومة إلى الاستقالة. وتتضارب الأنباء حول امتلاك جبهة معارضي المالكي، وهي كتل «التحالف الكردستاني» (44 نائباً) و»القائمة العراقية» (83) و»الأحرار» التابعة للتيار الصدري (40)، الأصوات الكافية لسحب الثقة منه، وهي 163 صوتاً، فيما لا يزال «ائتلاف دولة القانون» يشكك في ذلك. واكد القيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» فرياد راوندوزي القريب من طالباني في اتصال مع «الحياة» امس أن «قضية جمع التواقيع المطلوبة لسحب الثقة من رئيس الحكومة لم تحسم بعد». وأشار إلى أن «طالباني يقوم بعملية تدقيق في صحة مواقف النواب الذين وصلت قوائم باسمائهم تفيد بأنهم يؤيدون سحب الثقة». ولفت راوندوزي إلى أن «الموضوع خطر ومعقد وأن الرئيس يمتلك حق سحب الثقة من المالكي من دون الحاجة إلى تأييد أي نائب، لكنه لن يقوم بذلك من دون حصول إجماع وتوافق وطني». ورجح أن يعلن طالباني موقفه خلال أيام. وشهدت الأيام الماضية سجالاً بين مؤيدي المالكي ومعارضيه حول حصول تزوير لتواقيع بعض النواب في اللائحة التي قدمت إلى طالباني، واتهم أعضاء في كتلة «دولة القانون» بعض قيادات «العراقية» بتزوير تواقيع نواب فيما طالبت النائب عالية نصيف عن كتلة «البيضاء» المؤيدة للمالكي بإجراء تحقيق جنائي حول التواقيع. ولكن ائتلاف «العراقية» بزعامة أياد علاوي جدد امس تأكيده عدم وجود أي تزوير في التواقيع التي جمعت، فيما أكدت كتلتا «التحالف الكردستاني» و»الأحرار» تسليم تواقيع جميع نوابهما إلى طالباني وهي مؤيدة لسحب الثقة. وقال المتحدث باسم «العراقية» النائب حيدر الملا في بيان امس أن اتهامها بالتزوير محاولة لحماية «ديكتاتور يحتضر سياسياً»، واكد أن رئيس الجمهورية اطلع على آليات جمع التواقيع. وقال النائب عن «التحالف الكردستاني» حميد بافي امس أن كتلته سلمت طالباني تواقيع جميع اعضائها وهي مؤيدة لسحب الثقة، فيما اكد القيادي في كتلة «الأحرار» أمير الكناني أيضاً تسليم طالباني تواقيع أعضاء كتلته المؤيدة لسحب الثقة. ونفى مقرر البرلمان النائب محمد الخالدي في تصريح إلى «الحياة» امس أن تكون رئاسة البرلمان تسلمت طلب سحب الثقة من المالكي، ونفى أيضاً أن يكون رئيس البرلمان أسامة النجيفي حدد موعداً للجلسة الاستثنائية المخصصة لمناقشة قضية الثقة. إلى ذلك دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس الحكومة إلى الاستقالة من منصبه، وقال رداً على تساؤل لأحد أنصاره حول رفض المالكي فكرة تشكيل الأقاليم في الوقت الحاضر «أمام هذا الرفض لا يسعني إلا أن اشكره ونقول اتمم جميلك واعلن استقالتك من اجل شعب لا يريد إلا لقمة عيش ومن اجل شركاء لا يريدون إلا شراكة». وعلق الصدر على الأنباء التي أشارت إلى توافد عدد من أنصاره من المحافظات إلى مدينة النجف لمناصرته، وقال إن «المطلوب من هذه المرحلة الحفاظ على الهدوء والوحدة والابتعاد عن كل تصعيد، والتظاهر هذه الأيام ليس بالخطوة الصحيحة». وأضاف «إذا اعتبر البعض سحب الثقة حرباً، فهي حرب سياسية برلمانية لا أريد لا من بعيد ولا من قريب زج الشعب بها، لأن في ذلك تضرراً للمصالح العامة، وما سحب الثقة إلا لنصرتكم ونصرة المستضعفين وان أراد البعض أن يجعل من مشروعنا هذا تخويفاً للشعب أو زجهم بأمور طائفية». وكان المالكي اكد في بيان امس رفضه إقامة النظام الفيديرالي في الوقت الحاضر وعزا ذلك إلى الظروف التي يمر بها العراق، وقال إن النظام الفيديرالي أمر اقره الدستور العراقي لكن تطبيقه يحتاج إلى ظروف مواتية مستقرة وطبيعية. وكانت مجالس محافظات في جنوب البلاد التي يترأس ائتلاف المالكي غالبيتها هددت بتشكيل إقليم مستقل في حال سحبت الثقة من رئيس الوزراء.