أ ف ب، رويترز - واصلت القوات السورية الأحد عملياتها العسكرية حيث قامت بقصف بلدة الحفة في ريف اللاذقية (غرب) التي يتمركز فيها مئات المقاتلين، فضلاً عن استمرار قصف مدينة حمص (وسط) التي دارت فيها اشتباكات أسفرت بحسب ناشطين معارضين عن مقتل أكثر من 35 شخصاً. وتتعرض الرستن على بعد 25 كيلومتراً إلى الشمال من حمص، إلى قصف عنيف حيث سقط أكثر من 500 صاروخ وقذيفة على البلدة منذ السبت، فيما تطلق المروحيات التابعة للجيش نيران مدافعها على المنطقة، وذلك في محاولة لإعادة السيطرة عليها بعد أن سيطر «مقاتلون من الكتائب الثائرة» على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية قرب القرية قبل أن ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة. في ريف اللاذقية (غرب)، تعرضت مدينة الحفة، التي ظهرت في واجهة الأحداث في الأيام الأخيرة، وقرى مجاورة التي وصلتها صباح الأحد تعزيزات من القوات النظامية، لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم السادس على التوالي. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «الجيش يتعرض لأكبر خسائر الآن في الحفة لأن مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية» ويستهدفون القوات النظامية التي تحاول الاقتراب من مواقعهم. وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية. ويتحصن المنشقون، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، في هذه المنطقة، التي قتل فيها منذ 5 حزيران (يونيو) الجاري نحو 60 جندياً و46 مدنياً ومتمرداً. ولفت عبد الرحمن إلى أن الساحل» لم يعد منطقة آمنة» مضيفاً أن «البلاد برمتها انخرطت بالحركة الاحتجاجية» التي تشهدها منذ منتصف آذار (مارس) 2011. وأشارت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانياً على الحركة الاحتجاجية في البلاد، من جهتها، إلى تجدد القصف المدفعي على الحفة بقذائف الهاون منذ الصباح. ولفتت إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة والى تخوف الأهالي بسبب سوء الأوضاع الإنسانية. وفي حمص ذكر ناشطون معارضون أن 35 شخصاً على الأقل قتلوا أمس في قصف للجيش السوري في تجدد للهجوم من أجل استعادة السيطرة على المحافظة. واستهدف القصف خصوصاً معاقل للمعارضة في مدينة حمص وبلدات القصير وتلبيسة والرستن، حيث يصعد مقاتلو «الجيش السوري الحر» هجماتهم على دوريات الجيش والمتاريس وبطاريات الصواريخ. وقال أبو قاسم، وهو ناشط في الرستن على بعد 25 كيلومتراً إلى الشمال من حمص، إن 500 صاروخ وقذيفة سقطت على البلدة منذ السبت، فيما تطلق المروحيات التابعة للجيش نيران مدافعها على المنطقة. وأضاف أن «الجيش السوري الحر يعاني نقصاً في السلاح بصورة كبيرة، وهو يرد بهجمات للمقاتلين بينما يحاول تجنب التبادل المباشر لإطلاق النيران». وأوضح أن بين أهداف مقاتلي المعارضة بطارية للصواريخ تابعة للجيش في قرية الغنطو قرب الرستن، حيث تتعرض القرية لقصف من قبل القوات النظامية التي تعمل على اقتحامها بعد أن سيطر «مقاتلون من الكتائب الثائرة» على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية قرب القرية قبل أن ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة. وفي ريف حمص، سقط ثلاثة مواطنين اثر القصف الذي تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة. وذكرت مصادر للمعارضة في تلبيسة إن البلدة تعرضت للقصف ونيران ثقيلة بقذائف الهاون من قوات موالية بعد انشقاق بعض الجنود من حواجز طرق مجاورة وقيادتهم حاملتي جند مدرعة في البلدة. وقال الناشط أبو محمد في مكالمة هاتفية عبر الأقمار الاصطناعية «قتل خمسة منهم امرأة وابنتها البالغة من العمر سنة. كانوا بين عدد محدود من المدنيين الذين لم يفروا من تلبيسة» كما قتل ستة أشخاص بينهم ناشط في منطقة القصير اثر القصف الذي تتعرض له المدينة. وفي مدينة حمص تتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء أخرى «لقصف عنيف وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء» بحسب «المرصد»، مضيفاً أن القصف يترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة. وأوضح أن إطلاق نار من قبل القوات النظامية اسفر عن مقتل مواطن في حي الخالدية الذي تقوم القوات بقصفه منذ الجمعة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً السبت. ومنذ سقوط حي بابا عمرو في بداية آذار تتعرض أحياء عديدة في مدينة حمص لقصف شبه متواصل من قوات النظام، وقد شهدت عمليات نزوح واسعة. في ريف درعا (جنوب)، دارت اشتباكات فجر الأحد في بلدة الطيبة بين القوات النظامية و»مقاتلين من الكتائب الثائرة» ما اسفر عن مقتل عنصرين على الأقل من القوات النظامية. كما دارت اشتباكات بعد منتصف ليل السبت الأحد قرب بلدة الصنمين. وفي ريف حلب (شمال)، قتل مواطنان من بلدة حيان اثر تعرض البلدة للقصف من قبل مروحيات القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة منذ أيام. وفي ريف ادلب (شمال غرب)، قتل مواطن في بلدة كفرومة اثر إطلاق رصاص عشوائي خلال اقتحام البلدة. إلى ذلك شارك آلاف المواطنين في تشييع 9 قتلى سقطوا في مدينة معرة النعمان اثر القصف الذي تعرضت له المدينة مساء السبت. واقتحمت القوات السورية بلدة دير العصافير (ريف دمشق) وحي الجورة في دير الزور (شرق) وسط إطلاق رصاص كثيف خلال حملة دهم بحثاً عن مطلوبين. كما أفاد المرصد عن سقوط 11 عنصراً من القوات النظامية على الأقل في اشتباكات بمحافظة درعا (جنوب) وفي استهداف قافلة عسكرية بريف دير الزور (شرق) واشتباكات في محافظة حمص. ويأتي ذلك غداة مقتل 83 مدنياً في مختلف المناطق السورية في حصيلة جديدة أوردها «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لضحايا أعمال العنف التي شهدتها البلاد، موضحاً أن بينهم 19 مدنياً في حمص و11 في بلدة تلبيسة، واثنين في بلدة الرستن واثنين في القصير، و23 في محافظة درعا (جنوب) فيما عثر على جثة مدني موال للنظام «مذبوحاً في ارض زراعية قرب بلدة داعل بعد اختطافه من قبل مسلحين». كما قتل شخص في محافظة حلب (شمال)، وقتل شخصان في محافظة ريف دمشق، وفي محافظة ادلب (شمال غرب) قتل 14 مواطناً بينهم 13 في مدينة معرة النعمان نتيجة تعرضها قصف. وفي محافظة اللاذقية (شمال غرب)، قتل 14 شخصاً بينهم 11 شخصاً غالبيتهم من الأطفال اثر القصف الذي تعرضت قرية بكاس ومدينة الحفة. على صعيد آخر، أفاد مصدر في الشرطة الفرنسية بأن 18 شخصاً أوقفوا السبت بعد «تجاوزات» اثر محاولة متظاهرين اقتحام مبنى السفارة السورية في باريس. وأوضح المصدر أن ثلاثة أشخاص «نجحوا في الدخول إلى حرم» السفارة «قبل أن يتم إبعادهم من جانب الموظفين». ولبى المتظاهرون الذين بلغ عددهم حوالى الأربعين شخصاً بحسب احد المشاركين، دعوة للتظاهر أطلقتها حركة تطالب بالحرية لسورية. وقال كزافييه رينو، وهو احد الذين تم التحقيق معهم «لقد توجهوا إلى سفارة سورية في باريس» بهدف «احتلالها احتجاجاً على الوضع والمجازر الأخيرة للأبرياء». وأشار إلى أن متظاهراً أصيب في كتفه بعد تعرضه للضرب بعصي مستخدمة في رياضة البيسبول، تقدم بشكوى لدى مفوضية الشرطة في الدائرة ال 15 في باريس وتم اقتياد الموقوفين إلى جلسة استماع.