بدأت منظمة الصحة العالمية جلسات مغلقة مع خبراء في الأخلاقيات الطبية، لمناقشة احتمال استعمال أدوية تجريبية ضد فيروس إيبولا المنتشر في غرب أفريقيا، في حين علقت ساحل العاج رحلاتها الجوية مع البلدان التي تفشى فيها هذا الوباء. وقال وزير الصحة النيجيري أمس، إنه تأكدت إصابة عشرة أشخاص بفيروس الإيبولا في مدينة لاغوس، ما شكل ارتفاعاً في عدد الإصابات عن إحصاءات سابقة تحدثت عن سبعة مصابين. وأضاف الوزير أن شخصين توفيا إلى الآن في لاغوس أحدهما مواطن من ليبيريا نقل الفيروس معه إلى البلاد. وذهبت ساحل العاج إلى أبعد من توصيات منظمة الصحة العالمية في وجه هذه الحمى النزفية التي خلّفت حوالى ألف قتيل في غرب أفريقيا منذ ثمانية أشهر، إذ أعلنت تعليق رحلات شركتها الوطنية نحو كل البلدان التي انتشرت فيها الإيبولا ومنعت الشركات من نقل الركاب من تلك البلدان إلى أبيدجان. كما أعلنت السلطات الصحية في ساحل العاج المجاورة لليبيرياوغينيا، حيث خلف الوباء مئات القتلى، حال تأهب بدرجة مرتفعة جداً. وأعربت أبيدجان في منتصف حزيران (يونيو) الماضي، عن الأسف ل «تراجع الوعي» أمام المرض، لكن لم يشر حتى الآن إلى أي إصابة في بلاد اتخذت إجراءات وقائية نهاية آذار (مارس) الماضي، تفادياً للعدوى. وبعد إعلانها الأسبوع الماضي «حال طوارئ صحية عالمية» بشأن إيبولا، رفضت منظمة الصحة العالمية عزل البلدان الموبوءة، لا سيما غينياوليبيريا وسييراليون، وبدرجة أقل نيجيريا، واكتفت المنظمة بالمطالبة بتشديد الاحتياطات عند الحدود. وعقدت منظمة الصحة العالمية في جنيف أمس، اجتماعاً انضم إليه خبراء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، لتحديد موقف من الدعوات الملحة لاستخدام أدوية غير معتمدة في محاولة إنقاذ المرضى. وبعد النتائج الإيجابية الأولية في علاج ممرضين أميركيين وكاهن إسباني عاد إلى مدريد، بدواء أعدته شركة «ماب فارماسيوتيكل» الأميركية، تضاعفت النداءات الداعية إلى استخدامه على رغم أنه لم يختبر بعد على الإنسان وبالتالي لم تعتمده سلطة صحية. وقالت ماري بول كييني مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: «هل من الأخلاق استعمال أدوية غير معتمدة. إذا كان الحال كذلك فما هي المعايير التي يجب تحديدها؟ وفي أي ظروف يجب استعمال هذا العلاج؟ ومن تجب معالجته؟». وهذه بعض الأسئلة التي يفترض أن يرد عليها المجتمعون. وشددت أيضاً على أن هذا الدواء ليس متوافراً إلا بكميات قليلة. كما أثارت مسالة استعمال محتمل من باب الوقاية لدى عمال الصحة.