أعلنت منظمة الصحة العالمية ان أسوأ تفشٍ لفيروس ايبولا الذي أصاب أربع دول غرب أفريقيا، سيزداد سوءاً على الأرجح خلال الأشهر المقبلة. وقال كيجي فوكودا، رئيس الأمن الصحي في المنظمة: «الاحتمال الأرجح هو أن الأمور ستزداد سوءاً قبل أن تتحسن، ونحن على استعداد كامل لمواجهة انتشار المرض بأعلى المستويات لأشهر». وبعد ساعات على اعلان ليبيريا حال الطوارئ للتعامل مع المرض الذي ادى الى وفاة 932 شخصاً من 1700 اصابة مؤكدة، أمرت الولاياتالمتحدة عائلات موظفي سفارتها في مونروفيا بالمغادرة، ونصحت الأميركيين الراغبين بالسفر الى ليبيريا بإرجاء سفرهم اذا لم يكن «ضرورياً». وكان اميركيان اصيبا بفيروس ايبولا في ليبيريا، وأعيدا الى بلادهما لتلقي العلاج. وأشارت الوزارة الى ان الولاياتالمتحدة ارسلت 12 متخصصاً اضافياً من المراكز الفيديرالية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، و13 متخصصاً آخر من الوكالة الاميركية للتنمية (يو اس ايد) الى ليبيريا لمساعدة حكومة هذا البلد على التصدي للوباء. وكان انتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولاياتالمتحدة، أعلن ان ادارة الرئيس باراك اوباما ستشكل مجموعة عمل خاصة بفيروس ايبولا، للنظر في وضع سياسة للاستخدام المحتمل لعقاقير تجريبية لمساعدة مئات المصابين بالمرض القاتل في افريقيا. وأشار الى ان المجموعة ستقودها نيكول لوري، مساعدة وزيرة الصحة، وتضم علماء ومسؤولين آخرين من وكالات صحية حكومية، مثل المعاهد الوطنية للصحة ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. في سيراليون، أغلق الجيش منطقتي كينيما وكايلاهون الريفيتين (شرق) لمدة 50 يوماً، بسبب تفشي فيروس إيبولا فيهما. وأوضحت الشرطة ان «الحصار الكامل» سيُطبق عبر نشر 16 نقطة تفتيش على الطرق الرئيسية لمنع أي مركبة أو شخص بدخول المنطقتين أو الخروج منهما». وعلى رغم أن معظم الاصابات تتركز في مناطق حدودية نائية في غينيا وسيراليون وليبيريا، تزايدت المخاوف من تفشي إيبولا الشهر الماضي، حين توفي الأميركي باتريك سوير في نيجيريا بعدما أصيب بالفيروس إثر وصوله من المنطقة. وتوفيت الممرضة التي عالجت سوير في لاغوس، وعُزِل خمسة أشخاص آخرين على الأقل ظهرت عليهم أعراض المرض، ما زاد المخاوف من تفشيه في المدينة التي يسكنها أكثر من 21 مليون شخص. في بنين، كشفت وزيرة الصحة دوروتي غازارد ان مستشفى في العاصمة كوتونو يعالج نيجيرياً يشتبه في اصابته بايبولا، وان عينة من دمه أرسلت إلى السنغال لفحصها. وأثار ذلك مخاوف كبيرة لدى سكان كوتونو الذين قالوا انهم سيخزنون مواد غذائية، وسيتوقفون عن تناول الطعام في المطاعم العامة لتجنب اي احتمال للإصابة. الى ذلك، أفادت شركة طيران «إس اي اي» الوطنية في جنوب افريقيا بأن رحلاتها ستتواصل في غرب افريقيا، لأن مساراتها الى هناك لم تتأثر بتفشي فيروس ايبولا. وقالت في بيان: «سنراقب الوضع باستمرار، ونعيد النظر في قراراتنا اذا حدثت تطورات تستوجب هذا الأمر». دواء كندي في واشنطن، رفعت الوكالة الأميركية للأدوية (اف دي اي) جزئياً القيود عن استخدام دواء «تي كي ام ايبولاين» التجريبي للمصابين بفيروس ايبولا، ما قد يمهد لاستخدامه في مكافحة الوباء. وأوضحت شركة «تيكميرا» الكندية المنتجة للدواء ان «اف دي اي» ابلغتها «شفهياً» أنها عدلت تصنيف دواء «تي كي ام ايبولاين» من الحظر التام على اختباره سريرياً الى حظر جزئي، ما يسمح باستخدامه من قبل مصابين بالفيروس الذي لا علاج له حالياً. واظهرت اختبارات أجريت على قردة ان دواء «تي كي ام ايبولاين» فاعل بنسبة مئة في المئة في علاج مرض الحمى النزفية الذي يسببه فيروس ايبولا، علماً ان الشركة الكندية تطور الدواء بموجب عقد ابرمته مع وزارة الدفاع الأميركية قيمته 140 مليون دولار. ورأى مسؤولون اميركيون كبار في مجال الصحة ان اشخاصاً سافروا الى دول افريقية تفشى فيها فيروس ايبولا يعودون الى الولاياتالمتحدة حاملين الوباء، لكنهم استبعدوا انتقال العدوى على نطاق واسع داخل البلاد. وقال توم فريدن، مدير المراكز الفيديرالية لمراقبة الأمراض والوقاية منها خلال جلسة استماع امام لجنة فرعية في مجلس النواب: «نعيش في عالم نتواصل فيه جميعاً، وبالتالي سيكون هناك مسافرون ومواطنون اميركيون وآخرون يتوجهون الى هذه البلدان، وسيعودون الى هنا مع هذه العوارض». وزاد: «اننا واثقون من ان ايبولا لن يتفشى على نطاق واسع في الولاياتالمتحدة لأننا نملك معدات لعزل هؤلاء المرضى في كل المستشفيات الكبرى». وقال انتوني فوسي، مدير المعهد الأميركي للحساسية والامراض المعدية ان «ايبولا ليس فيروساً معدياً مثل الزكام، إذ ينتقل بالاتصال المباشر بدماء وسوائل او أنسجة المرضى او الحيوانات المصابة، أو بأدوات ملوثة بدماء المرضى وانسجتهم مثل الإبر والحقن. لكن ارتفاع نسبة الوفيات والتي تتراوح بين 60 و90 في المئة قد يجعل اي تقصير قاتلاً، لذا يجب كشف عوارض الاصابة بسرعة، واتباع التوصيات لمراقبة الفيروس». واشار فريدن الى ان «وقف تفشي الفيروس ممكن» عبر استئصال جذوره في افريقيا، علماً ان منظمة الصحة العالمية خصصت 100 مليون دولار لمواجهة هذا التهديد، وأعلن البنك الدولي هذا الاسبوع انه سيصرف 200 مليون دولار لهذا الهدف.