تسود مخاوف أوساطاً تربوية من أن تسهم فترة الاختبارات في زيادة أعداد المُدخنين في السعودية، والذين يقدرون بنحو ستة ملايين مُدخن، ويُخشى أن تكون هذه الزيادة بين الطلبة. فيما كشف إحصاء أصدرته جمعية «مكافحة نقاء لمكافحة التدخين» في المنطقة الشرقية، أن 27 في المئة من طلاب المرحلة الثانوية المدخنين دخلوا هذا العام منذ أن كانوا في المرحلة الابتدائية. وأظهرت دراسات أجريت في المملكة، أن نحو 34 في المئة من الطلاب، و11 في المئة من الطالبات، في المرحلتين المتوسطة والثانوية، يدخنون، وأجريت الدراسة على عينة عشوائية، شملت أكثر من 1500 طالب وطالبة، في المرحلتين الثانوية والمتوسطة، وأظهرت أن نحو 34 في المئة من الطلاب دخنوا ليوم أو أكثر، خلال الشهر الذي سبق تنفيذ الدراسة، في مقابل نحو 11 في المئة من الطالبات، و أقرّ نحو 11 في المئة من الطلاب أنهم يدخنون يومياً، في مقابل حوالي 0.7 في المئة من الطالبات. وشدد مدير مركز التنمية الأسرية عضو المجلس البلدي في الأحساء أحمد البوعلي، على ضرورة «تكثيف متابعة الطلاب بعناية، خصوصاً خلال الاختبارات، لحمايتهم من المخاطر والسلبيات، التي يسهل انزلاقهم فيها خلال هذه الفترة تحديداً»، وأشار إلى أن مرحلة المراهقة فيها «الكثير من التقليد، وهي منعطف خطير للمراهق، ولذا يميل إلى سلوكيات عدة بسبب قلة الخبرة وضعف التربية، وبسبب واقع المرحلة التي يعيشها، والتدخين بصفته سلوكاً، لاعتقاده أنه مفيد، أو أنه يرفع من شأن المدخن عند الآخرين، أو أنه مفيد لمواجهة الظروف الصعبة، إضافة إلى الدافع نحو المغامرة والاستكشاف وخوض التجارب، وهذا يزيد من نسبة المدخنين». ولفت البوعلي، إلى أنه توجد مشكلة لدى البعض من «إهمال الأبناء أثناء الاختبارات، وبداية الإجازة، فهذه الأوقات بوابة قد تقود الطلاب إلى عالم التدخين»، مشيراً إلى أن هذا الوقت هو «أكثر الأوقات تأثيراً على الطلاب من رفقاء السوء، إذ الغفلة عند الآباء، بحجة الاختبارات، وبحجة إعطائهم فرصة للترفيه عن أنفسهم، بعد قيود الاختبارات. كما تعظم المسؤولية أيضاً على المرشدين الطلابيين والمعلمين في المدارس». وقال: «إن إحصاءات صادرة من جمعية «نقاء»، من خلال مراجعي الجمعية، كشفت أن هناك أعداداً كبيرة أصبحت واعية بأضرار التدخين، وما تسببه من مشكلات صحية ونفسية على الفرد والمجتمع، وبخاصة صغار السن، الذين يرغبون في التخلص من هذه العادة السيئة. إلا أن أكثر مراجعي «نقاء» في الأحساء من الطلاب، الذين شكلوا 38 في المئة خلال العام الماضي، و43 في المئة من فئة الشباب، وأنفقوا جميعاً نحو 1.6 مليون ريال خلال الفترة ذاتها، ما يحثنا على بذل الجهود لعدم وصول التبغ إلى صغار السن»، مطالباً الأسرة التربوية بالتعاون مع «نقاء» للتوعية بمضار التدخين. وأشار إلى سعي الجمعية إلى «تطوير برامجها التوعوية، وتنويع العلاج، إذ أدخلت نظاماً جديداً في العلاج، بواسطة جهاز «الرنين الحيوي» اعتباراً من بداية السنة 1433ه. ويقوم هذا الجهاز بتخليص الجسم من النيكوتين خلال 24 ساعة، وتصل نسبة المقلعين إلى 90 في المئة». وتذكر إحصاءات أن عدد المدخنين في المملكة، وصل إلى أكثر من ستة ملايين مُدخن، من الجنسين، معظمهم من الفئة العمرية بين 18 و25 سنة. علماً أن الأشخاص الذين يبدؤون التدخين قبل سن 21، يكون إقلاعهم عن التدخين هو «الأصعب». وأشارت التقارير إلى أن عدد الوفيات في المملكة نتيجة للتدخين ومشتقاته، تقدر بنحو 23 ألف شخص سنوياً، أي بمعدل يصل إلى وفاة نحو 63 شخصاً يومياً. كما أن ثلث الأمراض السرطانية الموجودة في المملكة سببها الرئيس هو التدخين، ونحو ثلث المدخنين الشباب يستمرون بالتدخين ويموتون باكراً، بسبب مرض يتعلق بالتدخين، ولديهم احتمال أكبر للتعرُّض لنوبات الهلع واضطرابات القلق والاكتئاب.