إسلام آباد، كابول – أ ف ب، يو بي آي، رويترز - أرجأ المدير العام للاستخبارات الباكستانية الجنرال ظاهر الإسلام زيارة مقررة للولايات المتحدة تلبية لدعوة وجهها هذا الشهر نظيره الأميركي ديفيد بترايوس، ما يشكل مؤشراً اضافياً الى توتر العلاقات بين البلدين. وعزا الجيش الباكستاني في بيان مقتضب ارجاء الزيارة الى «التزامات ملحة في البلاد وليس لأسباب اخرى». وتدهورت العلاقات منذ شهور بين واشنطن وإسلام آباد بسبب سلسلة حوادث، اهمها قتل وحدة كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد (شمال) مطلع ايار (مايو) 2011، وسقوط 24 جندياً باكستانياً في غارة شنتها مروحيات اميركية انطلاقاً من افغانستان على معسكرهم الحدودي، والذي دفع باكستان الى منع عبور قوافل الإمدادات التابعة للحلف طرقاً داخل أراضيها الى افغانستان. والأحد الماضي، اعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ان الحكم الذي اصدرته باكستان بسجن الطبيب شكيل افريدي 33 سنة بتهمة مساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) في كشف مخبأ بن لادن «لا يساعد في تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة». واتهم القضاء الباكستاني الطبيب افريدي بتنفيذ حملة تلقيح مزيفة في أبوت آباد، حيث اختبأ بن لادن مع زوجاته وأطفاله في محاولة لسحب الحمض النووي (دي إن آي). ميدانياً، قتل 14 مسلحاً على الأقل وجرح آخرون لدى قصف القوات الحكومية مخابئ لمتشددين في بلدة ماموزاي بمنطقة أوراكزاي القبلية (شمال غرب). ودمّر القصف 3 مخابئ للمسلحين بالكامل، فيما اسفرت عملية استهدفت منزلاً في إقليم كرّام القبلي عن اعتقال 3 مشبوهين. وفي افغانستان، قتل انتحاريان وجرح 3 مسلحين لدى تفجيرهم سيارة مفخخة في ولاية ننغرهار (شرق)، بينما جرح 3 أشخاص على الأقل بهجوم صاروخي في ولاية غزني. واوضح المسؤول في مدينة جلال آباد، نور آغا كامران، أن الانتحاريين الاثنين استقلا السيارة المفخخة لدى عبورها الطريق السريع بين توخام وجلال آباد، قبل ان تنفجر قرب مركز طبي في محافظة موماندارا. وفي غزني، اعلنت السلطات المحلية ان مسلحين من حركة «طالبان» اطلقوا صاروخين من غرب المدينة سقطا قرب مسجد في منطقة بلان 3. الى ذلك، اعلن قائد شرطة ولاية باميان (وسط) جوما جولدي يارديم ان متشددي «طالبان» صعّدوا هجماتهم في المنطقة الآمنة نسبياً، وينشطون في المنطقة لتقويض الأمن قبل نهاية عام 2014، الموعد المحدد لانسحاب كل القوات القتالية الأجنبية من البلاد. وكشف يارديم مجيء حوالى 20 من مقاتلي «طالبان» من ولاية بقلان المجاورة، وعبروا الحدود الى باميان، وشنوا هجمات في مناطق عدة. وأشار الى ان المسلحين «يزرعون عادة قنابل في الطرق، ويهاجمون نقاط تفتيش أمنية ومكاتب حكومية». واستقطب اقليم باميان اهتمام العالم في آذار (مارس) 2001، حين دمرت حكومة «طالبان» السابقة تمثالين حجريين لبوذا منحوتين في الجبل، وقصفت الأثر التاريخي الذي يبلغ عمره 1700 عام بالدبابات والمدافع المضادة للطائرات والديناميت، بحجة ان هذه التماثيل تتعارض مع مبادئ الإسلام. ويقطن الولاية غالبية من قبائل الهزارة العرقية المناهضة لقبائل البشتون التي تهيمن عليها «طالبان»، وتقع في منطقة جبال هيندو كوش شمال غربي العاصمة كابول. وعلى رغم ان الولاية تشهد تفجيرات وهجمات متقطعة، لكن الحكومة عملت على تحويلها الى مركز سياحي، في وقت تتولى الشرطة الأفغانية وقوة صغيرة من الجنود النيوزيلنديين مسؤولية الأمن فيها. وصرح يارديم بأن المتمردين الذين زعم انهم تدربوا في باكستان، هاجموا نقطة تفتيش للشرطة في منطقة كومارد في نيسان (ابريل)، وزرعوا قنابل في طرق استهدفت مدنيين، وقال: «يحاول المتمردون شن هجمات في باميان لإشاعة الخوف والرعب بين الناس، ويجعلون الولاية الآمنة غير آمنة». وأضاف: «يصعّدون هجماتهم في اي مكان يعاني من فراغ امني، ويؤثر ذلك بالطبع على امن باميان». واعتبرت باميان احدى الولايات الأولى التي سلمت الى القوات الأفغانية في تموز (يوليو) 2011. ويتمركز فيها حوال ألف عنصر امني وعناصر في الاستخبارات، لكن لا ينتشر فيها الجيش الأفغاني.