إسلام آباد، كابول - أ ف ب، رويترز - شهدت العلاقات المتوترة أصلاً بين باكستانوالولاياتالمتحدة تصعيداً جديداً أمس، بعد تحذير النواب الأميركيين من وقف المساعدات الممنوحة إلى إسلام آباد، بعد إصدار القضاء الباكستاني حكماً بالسجن لمدة 33 سنة ضد الطبيب شكيل افريدي الذي ساعد الأميركيين في كشف مخبأ الزعيم الراحل لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، تمهيداً لتصفيته في بلدة أبوت آباد العام الماضي. وصدر الحكم في حق افريدي بعد يومين على رفض الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري على هامش قمة الحلف الأطلسي (ناتو) في شيكاغو، إعادة فتح طرق بلاده لقوافل إمدادادت الحلف في أفغانستان، والمغلقة منذ ستة أشهر. ولم يُمنح افريدي حق تكليف محامٍ، لكن سمح له بالدفاع عن نفسه وباستئناف الحكم. وعارض منتقدون مثوله أمام محكمة قبلية لمواجهة جريمة نفِذت في بلدة أبوت آباد غير القبلية، حيث نفذ فيها حملة تلقيح وهمية للحصول على الحمض الريبي النووي من أفراد عائلة بن لادن. وأعلنت الإدارة الأميركية أن لا أساس لتوقيف السلطات الباكستانية افريدي، علماً أن مسؤولاً في سجن بيشاور قال إن «صحة افريدي سيئة، وإنه أبعد عن باقي السجناء لتفادي تعرض حياته لخطر». وصرح مسؤول الإعلام في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جورج ليتل بأن «أي شخص ساعد الولاياتالمتحدة في العثور على بن لادن لم يعمل ضد باكستان بل ضد القاعدة». وطالب السيناتوران كارل ليفن وجون ماكين لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بالعفو عن افريدي وإطلاقه «فوراً»، مؤكدين أن القرار يمكن أن يؤثر في المساعدة المالية الأميركية لباكستان. وقال السيناتوران إن «ما نفذه افريدي ليس خيانة، بل هو عمل شجاع وبطولي ووطني ساعد في تحديد مكان أخطر إرهابي مطلوب في العالم وسفاح تلطخت يداه بدماء باكستانيين أبرياء كثيرين». وقدمت الولاياتالمتحدة أكثر من 18 بليون دولار من المساعدات إلى باكستان منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. لكن مسؤولين أميركيين أبدوا مرات قلقهم من مواصلة أعضاء في الحكومة الباكستانية دعم التنظيم. وفي إسلام آباد، قال الناطق باسم وزارة الخارجية معظم أحمد خان: «نحترم النظام التشريعي، لكن الواضح أن القرار في قضية افريدي سيتخذ بموجب القوانين الباكستانية». وساءت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان العام الماضي لدى قتل متقاعد مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) باكستانيين اثنين بالرصاص، ثم تصفية بن لادن في أيار (مايو)، قبل أن تسفر غارة جوية أميركية عن مقتل 24 جندياً باكستانياً في تشرين الثاني (نوفمبر). وبعد الغارة، أغلقت باكستان حدودها أمام قوافل إمدادات الحلف الأطلسي في أفغانستان، وأمرت برحيل الأميركيين من قاعدة جوية استخدمت كمركز للطائرات من دون طيار. وفي آذار (مارس)، وافق البرلمان الباكستاني على استئناف العلاقات مع الولاياتالمتحدة شرط اعتذار واشنطن عن مقتل الجنود، وإنهاء الغارات الطائرات الأميركية على أراضيها. ويُقرّ محللون باكستانيون بتأثير قضية افريدي في العلاقات مع الولاياتالمتحدة، لكنهم يرون أنها «ستُنسى بسرعة في حال أعادت باكستان فتح طرق إمداد الحلف التي تعتبر السبيل الأسرع والأقل تكلفة للوصول إلى القوات الأجنبية في أفغانستان». ويعتقد كثيرون في باكستان أن الولاياتالمتحدة تخلت عن افريدي بعد مقتل بن لادن، وأنه كان يفترض أن تخرجه من البلاد حفاظاً على سلامته، إذ من المؤكد أن ينكشف دوره في العملية. إلى ذلك، قتل 8 متمردين في غارة جوية شنتها طائرة أميركية من دون طيار على مخبئهم في مدينة حاسوخيل شرق ميرانشاه، كبرى مدن منطقة إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). وجاءت الغارة غداة مقتل أربعة متمردين بصاروخين أطلقتهما طائرة أميركية على منزل في منطقة تاباي، علماً أن باكستان تقاوم الضغوط الأميركية لشن هجوم واسع على الناشطين في منطقة القبائل. وفي أفغانستان، أعلنت الشرطة أن خاطفي عمال الإغاثة الخمسة وبينهم طبيبتان غربيتان في إقليم بدخشان يطالبون بالحصول على فدية لإطلاقهم. وقال سخيداد حيدري، محقق الشرطة في بدخشان: «عمال الإغاثة الخمسة نقلوا إلى منطقة صحر بوزورج الجبلية، مضيفاً: «عرفنا مكانهم ونجري مفاوضات، لكننا لم نتوصل إلى نتيجة حتى الآن».