ردت باكستان بشدة أمس، على اتهام الرئيس الأميركي باراك أوباما أجهزة استخباراتها بإجراء «اتصالات خفية» مع جماعات متطرفة «ما يهدد العلاقات» بين واشنطن وإسلام آباد. وحذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الباكستاني سليم سيف الله واشنطن من مواصلة انتقاداتها لبلاده معلناً أن تصريحات أوباما «تشجع المسلحين وتزيد فرص عدم الاستقرار في أفغانستان». وفيما أحيت أفغانستان الذكرى العاشرة لغزو التحالف الدولي لأراضيها العام 2001 وسط أجواء تشاؤم بالمستقبل، اعترف الرئيس حميد كارزاي بفشل حكومته وقوات الحلف الأطلسي (ناتو) في توفير الأمن للشعب، أشاد أوباما ب «تضحية» الجنود الأميركيين، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة تنهي عملياتها القتالية في أفعانستان والعراق «بطريقة مسؤولة». وصرح سيف الله بأن «تعكير المياه في وقت تمر الحرب في أفغانستان بمرحلة حرجة، يفيد المسلحين الذين ستتعزز قوتهم بخلاف واشنطن أو إسلام آباد، إذ ان الانتقادات الأميركية المتواصلة ستزيد العداء الشعبي في باكستان للولايات المتحدة، بالتالي الضغط الداخلي على إسلام آباد للخروج من الحرب على الإرهاب والتخلي عن تحالفها مع واشنطن». ترافق ذلك مع تأكيد قائد الجيش الجنرال أشفق كياني، خلال مناورات عسكرية باكستانيةجنوب شرقي إسلام آباد، أن قواته لن تطلق عمليات جديدة ضد المسلحين في مناطق القبائل، خصوصاً في إقليم شمال وزيرستان الذي تطالب واشنطن منذ فترة طويلة بتطهيره من مسلحي «شبكة حقاني» التابعة لحركة «طالبان»، والتي يعتبر محللون أنها تمثل لباكستان «قوة توازي النفوذ الهندي المتنامي في أفغانستان»، علماً أن الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف اتهم نيودلهي أول من أمس بمحاولة جعل أفغانستان بلداً «معادياً لباكستان». وذكر مشرف أن أفغانستان ترسل عملاء في أجهزة استخباراتها وديبلوماسيين وجنوداً الى الهند «لتلقينهم مبادئ معادية لباكستان»، علماً ان كابول ونيودلهي وقعتا هذا الأسبوع اتفاق شراكة استراتيجية بينهما. وباشر الجيش الباكستاني أيضاً مبادرات عبر مجموعة من علماء الدين المحليين وجماعات دينية، للتفاهم مع المسلحين في مناطق القبائل ووقف الحملات من الجانبين، وهو ما تعارضه واشنطن بخلاف الشارع الباكستاني. وفي اجراء لافت، طلبت لجنة باكستانية مكلفة التحقيق في عملية تصفية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن مطلع أيار (مايو) الماضي، محاكمة الطبيب شكيل افريدي المشتبه في تعاونه مع وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) لتحديد مكان بن لادن، وذلك بتهمة «التآمر والخيانة العظمى». وتعتقد اللجنة بأن افريدي أدار برنامج تلقيح مزيف في بلدة أبوت آباد، حيث قتل بن لادن، لأخذ نماذج من الحمض النووي للسكان بينهم أفراد أسرة بن لادن، لتأكيد وجوده في المجمع. وبالنسبة الى الزوجات الثلاث لبن لادن وأولاده العشرة الذين وضعوا قيد الإقامة الجبرية منذ مقتله، رفعت اللجنة حظر السفر عنهم بعد تسجيل أقوالهم، ومنعت السلطات من تسليمهم لبلد آخر من دون إذن.