رداً على التحقيق المنشور في «الحياة»، يوم السبت «28 جمادى الآخرة 1433ه»، (19 أيار/ مايو 2012)، تحت عنوان: «حائل: أسرة تحوّل قصراً طينياً إلى متحف وتطالب بالدعم». لقد ورد في التحقيق هذا تساؤلات لبعض المهتمين عن دور الهيئة العامة للسياحة والآثار في تبني «قصر النايف» في مدينة «جبة» بمنطقة حائل وتحويله إلى متحف أثري، ومطالبة الهيئة وجهات أخرى بأن تخفف من أعباء الجهد المادي والنفسي لأصحاب المتحف من أبناء أسرة النايف. نود في البداية أن نتوجه بالشكر والتقدير ل «الحياة» على الاهتمام بالكتابة عن هذا الموضوع المتعلق بتراث المملكة وإرثها الحضاري، ونوضح لكم ولقراء صحيفتكم الموقرة، أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تولي المتاحف الخاصة والقصور التاريخية اهتماماً كبيراً، وتنظر بكل التقدير لأصحابها لأنهم حافظوا على الإرث الحضاري للمملكة، ولأنهم بذلوا الجهد ودفعوا الأموال لجمع وحفظ تلك القطع من الاندثار، ولذلك تعتبرهم الهيئة أصحاب مبادرات تستحق التقدير والتشجيع، ونحن إذ نقدر لأسرة النايف جهدهم وحرصهم، نؤكد على أن ترددهم هو الذي حال بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وإعادة بناء وترميم وتنظيم هذا القصر، إذ عرضت الهيئة رسمياً عليهم إعادة بنائه على حسابها، وإعادة العرض المتحفي للمقتنيات الموجودة فيه، واستئجاره لمدة عشرة أعوام، ودفع الأعوام الخمسة الأولى مقدماً، وتدريب أبناء الأسرة للمحافظة على مقتنياته، وتصميم نزل تراثي بجانبه لخدمة الزوار، حتى وصلت مرحلة النقاش في هذا الموضوع إلى إرسال العقد إليهم للتوقيع بعد تبادل رسائل النيات (مرفق صورة لأحد الاجتماعات بهم في مكتب فرع هيئة السياحة بمنطقة حائل)، إلا أن الأسرة رأت أن من مصلحتها إدارة القصر بطريقتها. بعد ذلك عمل فرع الهيئة العامة للسياحة الآثار بمنطقة حائل مع صندوق التسليف والادخار للحصول على قرض شخصي لأسرة النايف، وهو ما تم فعلاً بحصولهم على قرض شخصي، وما زلنا حريصين على مساعدتهم لدى جهات إقراض أخرى كاستثمارات رديفة. كما نود الإشارة إلى أن الهيئة تقوم بمنح أصحاب المتاحف الخاصة تراخيص موقتة لممارسة مهامهم تحت مظلتها من دون أي رسوم، وذلك لحين صدور مشروع نظام الآثار والمتاحف الجديد الذي يتضمن تنظيم العمل بهذه المتاحف وضوابط ترخيصها وتقديم الدعم لها، وتعمل الهيئة على رفع مستوى المتاحف الخاصة لتتناسب مع معايير الجودة التي تنتهجها الهيئة في كل قطاعاتها، إذ تسعى إلى تطوير تلك المتاحف من حيث أساليب العروض المتحفية، وخزائن العرض ومناسبتها لطبيعة المواد المعروضة، والمطبوعات التي تناسب الزوار بمختلف مستوياتهم العمرية والثقافية. وتقدم الهيئة خدمات للمتاحف الخاصة حالياً، تشمل التعريف بها، وترميم القطع الأثرية، وجعل المتاحف الخاصة ضمن المسار السياحي للمناطق أو المحافظات التابعة لها، ومساعدة أصحاب المتاحف الخاصة في تطوير عروضهم من خلال عدد من البرامج التي تنفذها الهيئة لهذا الغرض، والترويج للمتاحف الخاصة في مطبوعاتها الخاصة، وضمن نافذة إلكترونية خاصة بهذه المتاحف على الموقع الإلكتروني للهيئة، إضافة إلى العمل على تنفيذ بوابة إلكترونية تُعنى بالمتاحف الخاصة، ومساعدة أصحاب المتاحف في كيفية تسجيل وتوثيق محتويات متاحفهم من خلال عدد من البرامج والدورات التي تنفذها الهيئة، ولمزيد من المساندة والمساعدة تقوم الهيئة - أيضاً - بمخاطبة الجهات ذات العلاقة في حال تعثر أي طلب قد يحتاج إليه صاحب المتحف الخاص، وتأييد طلبه مع الجهات الأخرى، مثل وزارات الداخلية، والعمل، والشؤون البلدية والقروية، والنقل، والمالية، وذلك بحسب اختصاص كل جهة. وقد بذلت الهيئة جهوداً حثيثة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية بشأن تأجيرهم أراضي خاصة لإقامة متاحفهم عليها، وهو ما تجاوبت معه مشكورة. ختاماً نشكركم على طرح ومناقشة مثل هذه المواضيع المتعلقة بالآثار والتراث العمراني، التي توليها الهيئة العامة للسياحة والآثار عناية كبيرة. المدير العام للمركز الإعلامي بالهيئة العامة للسياحة والآثار