أ ف ب، رويترز - قتل أربعة متمردين على الأقل في هجوم شنته طائرة أميركية من دون طيار على معسكر للمتمردين في منطقة تاباي القريبة من ميرانشاه، كبرى مدن إقليم شمال وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان، والذي يعرف بأنه معقل لحركة «طالبان» والمقاتلين المرتبطين بتنظيم «القاعدة». وأوضح مسؤول أمني باكستاني أن «الطائرة أطلقت صاروخين على منزل في تاباي، علماً أن الغارة اعتبرت الأولى منذ قمة الحلف الأطلسي (ناتو) في شيكاغو نهاية الأسبوع الماضي، والتي شهدت مطالبة إسلام آباد واشنطن بوقف الغارات. ترافق ذلك مع تصويت لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي على خفض المساعدات لباكستان، والتهديد بحجب المزيد من المساعدات في حال عدم إعادة إسلام آباد فتح طرق إمدادات الحلف الأطلسي المتجهة إلى أفغانستان. وقال السناتور الديموقراطي باتريك ليهي، رئيس اللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ: «أيدت اللجنة خفض المساعدات إلى باكستان بنسبة 58 في المئة في السنة المالية 2013، تلبية لطلب إدارة الرئيس باراك أوباما. وأشار السناتور لينزي غراهام، أبرز عضو جمهوري في اللجنة، إلى أن أعضاء مجلس الشيوخ «وافقوا على منح باكستان بليون دولار بينها 800 مليون دولار مساعدات خارجية، لكن تمويل صندوق باكستان المخصص لمكافحة التمرد اقتصر على 50 مليون دولار مرتبطة بإعادة فتح مسارات الإمداد». وقال غراهام: «لن نعطي مالاً لحليف لن يكون حليفاً»، علماً أن صندوق باكستان لمكافحة التمرد تأسس قبل سنوات من أجل المساعدة في تدريب الجيش الباكستاني وتزويده معدات. وتظهر الخطوة مدى إحباط الولاياتالمتحدة من أزمة إغلاق باكستان منذ ستة شهور مسارات الإمداد التي تعبر أراضيها إلى أفغانستان احتجاجاً على قتل مروحيتين أميركيتين 24 جندياً باكستانياً في غارة شنتها على معسكرهم الحدودي مع أفغانستان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ودفع ذلك الحلف إلى زيادة شحنات الإمدادات عبر دول أخرى مجاورة لأفغانستان، لكن بتكاليف أكبر. وجاءت الخطوة بعد يومين على انتهاء قمة عقدها الحلف الأطلسي في شيكاغو، حيث أملت واشنطن من دون نجاح في التوصل إلى اتفاق مع إسلام آباد لإنهاء الخلاف حول مسارات الإمداد. سجن طبيب رصَدَ بن لادن على صعيد آخر، دانت محكمة قبلية في إقليم خيبر الطبيب شكيل أفريدي بالسجن 33 سنة بتهمة مساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في كشف مخبأ زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن تمهيداً لقتله على أيدي وحدة كوماندوس أميركية في بلدة أبوت آباد (شمال) العام الماضي. واتهم أفريدي بالخيانة بسبب تنظيمه حملة تلقيح وهمية تهدف إلى أخذ عينات من الحمض النووي في أبوت آباد مع ثلاث من نساء بن لادن الأربع وعدد من أبنائه، ما ساعد الأميركيين في تحديد مكان زعيم «القاعدة». عنف كراتشي وفي كراتشي، حصدت أعمال العنف المستمرة على رغم التعزيزات الأمنية للشرطة والجيش قتيلاً وجريحاً، ما رفع إلى 13 حصيلة الضحايا خلال يومين. وسمعت أصوات إطلاق نار في أنحاء المدينة التي تعتبر المركز التجاري للبلاد وشهدت أول من أمس قتل مسلحين 12 شخصاً لدى فتحهم النار على مسيرة نظمتها حركة «عوامي» ذات النزعة القومية لإقليم السند، للاحتجاج على اقتراح بإنشاء إقليم يُقتطع من إقليم السند. وتوقفت حركة المرور والدروس في أجزاء كبيرة من المدينة، وأرجئت امتحانات رسمية كانت مقررة أمس، وذلك بعد دعوة زعيم حركة عوامي أياز لطيف باليجو إلى إضراب عام حداداً على الضحايا. خطف وفي أفغانستان، خطف خمسة أشخاص يعملون في القطاع الصحي بينهم طبيبتان أجنبيتان لدى زيارتهم ليل أول من أمس عيادة طبية في منطقة بدخشان شمال شرقي أفغانستان، والتي دمرت سيول طرقها. وأوضح عبد المعروف راسخ، الناطق باسم حكومة بدخشان، أن «سبعة مسلحين على الأقل خطفوا العاملين الخمسة في بلدة يفتال شمال بدخشان، واقتيدوا إلى إحدى بلدتي شار أو بوزورغ، مشيراً إلى أن الشرطة أطلقت عملية سريعاً للعثور عليهما». وليست بدخشان، المنطقة الجبلية الوعرة الواقعة في سلسلة هندوكوش الممتدة من وسط أفغانستان إلى شمال باكستان، مركزاً لمتمردي حركة «طالبان»، لكنها معقل لجماعات إجرامية مسلحة، وهي شهدت في آب (أغسطس) 2010 مقتل ثمانية أطباء بريطانيين.