ا ف ب، يو بي آي - أفادت قناة «الجزيرة» القطرية امس، أنها أغلقت مكتبها في الصين بعد رفض سلطات البلاد هناك تجديد أوراق اعتماد مراسلة القسم الإنكليزي في بكين وتأشيرة دخولها، وعدم السّماح للقناة بتعيين بديل عنها. وعبّرت عن خيبة الأمل بشأن الوضع، قائلة إنها ستواصل المطالبة بتواجدها في الصين، لافتة إلى أنها تطالب منذ بعض الوقت بتأشيرات للمراسلين ممددة عبر الإجراءات الطبيعية، لكن هذه التأشيرات لم تصدر. ورجّح أن يكون الدافع عرض «الجزيرة» وثائقي حول السجون في الصين. وأعرب منتدى المراسلين الاجانب في بكين في بيان عن «استنكاره» لسلوك بكين، معتبراً ان عدم اعطاء ميليسا شان الاميركية الجنسية تأشيرة جديدة «يشكل تهديداً خطيراً لقدرة المراسلين الاجانب على العمل في الصين». وأضاف البيان: «هذا اسوأ مثال على النمط الحديث القائم على استخدام تأشيرات الصحافيين وسيلة لفرض رقابة على المراسلين الاجانب في الصين وتخويفهم. ان منتدى المراسلين الاجانب يعتقد ان هيئات الاعلام الاجنبية وليس الحكومة الصينية هي من يحق لها اختيار من سيعمل لديها في الصين، تماشياً مع المعايير الدولية». وامتنعت وزارة الخارجية التي تصدر بطاقات الصحافيين للمراسلين الاجانب في الصين عن الرد مباشرة على اسئلة حول شان، واكتفت بتصريحات حول المبدأ. وقال المتحدث باسم الوزارة هونغ لي خلال لقاء صحافي: «اننا نشجع المراسلين الاجانب على أداء عملهم بموضوعية في الصين. كما قدمنا عدداً من المساعدات وسهّلنا عمل الصحافيين الاجانب». وأضاف هونغ ان «اجواء العمل لإجراء التحقيقات حرة»، وذلك على رغم تعرض عدد من الصحافيين لتهديدات بسحب تأشيراتهم في الايام الاخيرة لانتظارهم في مستشفى تشاويانغ في بكين على امل لقاء المنشق شين غوانتشينغ. واعتبرت لجنة حماية الصحافيين من مقرها في نيويورك ان «رفض تجديد رخصة ميليسا شان يشكل تدهوراً حقيقياً لأجواء عمل وسائل الاعلام في الصين». وتعتبر ميليسا شان التي تعمل في قناة «الجزيرة» الانكليزية الصحافية الاجنبية الاولى التي تطرد من الصين منذ العام 1998 عندما اتهم يورغن كريمب من مجلة «دير شبيغل» الالمانية بامتلاك اسرار دولة وتلقى امراً بمغادرة البلاد. وقدمت المراسلة مليسا شان، التي تعمل لصالح «الجزيرة الإنكليزية» منذ 2007، نحو 400 تقرير خلال 5 سنوات من التواجد في الصين. وقال صلاح نعيم، مدير الأخبار في القناة الإنكليزية: «كنا نمارس وظيفتنا بمستوى أول خلال تغطية كل الأحداث في الصين». وأضاف: «شملت نشرات الأخبار كل الأحداث على كل الأصعدة. لقد نقلنا بشكل ثابت صوت الذين لا صوت لهم، وأحياناً يتطلب هذا تغطية إخبارية صارمة من كل أنحاء العالم». ودعا بكين إلى تقدير «نزاهة» تغطية المحطة للأخبار ومراسليها. وتابع نعيم: «نحن ملتزمون بالتغطية من الصين. وكما تغطي وكالات الأخبار الصينية أخبار العالم بحريّة، نتوقّع أن تكون الحرية ذاتها في الصين لأي من صحافيي «الجزيرة». وأشار إلى أن «الجزيرة» ستواصل العمل مع السلطات الصينية من أجل إعادة فتح مكتبها في بكين.