في محاولة للالتفاف علي العقوبات الأميركية علي صادراتها النفطية ومصرفها المركزي، تحدثت مصادر عن توصّل إيران ودول مستهلكة لنفطها، مثل الهند والصين وكوريا الجنوبية، إلى اتفاق لتسديد ثمنه بالعملة المحلية، أو بالذهب مثل الصين، بحيث تتمكن طهران من تحصيل عائداتها النقدية، بعد حظر تحويل الأموال، منها وإليها. وتشجع إيران رجال أعمالها علي استيراد بضائع من كوريا الجنوبية أو الهند والصين، لمقايضة نفطها بسلع وخدمات تصدّرها تلك الدول لطهران. وعلي عكس جميع الشركات العالمية، تنشط المؤسسات الكورية الجنوبية في السوق الإيرانية، مثل «سامسونغ» التي عزّزت حضورها الصناعي والاقتصادي في مشاريع إيرانية، بسبب عدم وجود قيود علي استرداد إيراداتها، إذ ستنالها بالعملة الكورية الجنوبية من مصارف في سيول تحتضن الإيداعات النفطية الإيرانية. والوضع مختلف مع الصين، بسبب اتساع المعاملات النفطية، إذ اتفق البلدان علي تسديد ثمن صادرات النفط إليها، بالذهب و «اليوان». وقالت مصادر إن ايران استلمت ذهباً، ثمن آخر حمولتين من النفط المصدّر للصين، علماً أن صادرات النفط من طهران لبكين انخفضت بسبب خلاف علي السعر، إذ تراجعت في آذار (مارس) الماضي بنسبة 54 في المئة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. الهند أما نيودلهي فاتفقت مع طهران علي تسديد ثمن نفطها ب «الروبية» الهندية، ما جعل شركات هندية تدرس فتح قنوات تجارية وصناعية مع رجال أعمال إيرانيين، لتصدير منتجات هندية. لكن ذلك لم يمنع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي زارت نيودلهي أخيراً، من أن تطلب من الهند خفضاً إضافياً في وارداتها من النفط الإيراني، ما جعل السلطات الهندية تعلن تراجع استيراد بترول من إيران، بلغ 14 مليون برميل خلال عام 2011، مقارنة بالعام السابق. وأشارت مصادر إلى أن الهند استوردت في نيسان (أبريل) الماضي، 269 ألف برميل نفط من إيران، في مقابل 449 ألف برميل خلال الشهر ذاته من العام الماضي. وتتباين آراء أوساط إيرانية في شأن جدوي إبدال نفط بذهب، إذ يعتقد اقتصاديون بأن ذلك يتيح بيع النفط في أي شكل، لتجاوز العقوبات، لكن آخرين يرون أن ذلك يكون صائباً، إذا انتقل الذهب في شكل عملي للمصارف الإيرانية. ويقترح المحلل الاقتصادي نرسي قربان شراء الصين ما تحتاجه إيران من الدول الأوروبية، لإعادة تصديره إلى طهران. في غضون ذلك، أبلغ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نظيره الإيراني علي أكبر صالحي بأن «بغداد عبّأت جميع إمكاناتها، لاستضافة المحادثات» بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في 23 الشهر الجاري. وأعرب خلال لقائهما على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز في شرم الشيخ المصرية، عن «أمله بتحقيق نتائج إيجابية خلال محادثات بغداد، تصبّ في مصلحة جميع الأطراف، بينهم العراق بصفته لاعباً أساسياً إقليمياً ودولياً».