نيودلهي، طهران - رويترز - استمر الخلاف حول تسوية تعاملات النفط بين إيران والهند، إذ نقل تقرير عن طهران قولها إنه تم التوصل إلى تسوية، بينما ذكرت مصادر هندية ان المحادثات ستستمر. واجتمع مسؤولون من المصرفين المركزيين الإيراني والهندي في بومباي أول من أمس، في محاولة للمحافظة على تجارة النفط بين البلدين التي يبلغ حجمها 12 بليون دولار، بينما تأمل نيودلهي بالموازنة بين حاجاتها من الطاقة ومصالحها الديبلوماسية. ولم يعلق «مصرف الاحتياط الهندي» (المركزي) إلا بتأكيده ان مسؤوليه التقوا نظراءهم الإيرانيين على مستوى فني لمناقشة سبل تسهيل التعاملات في المستقبل. لكن وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية، نقلت عن نائب وزير النفط الإيراني أحمد خالدي قوله: «بتغيير عملة التعاملات النفطية بين إيران والهند، حُلَّت المشكلة». وأفادت مصادر هندية بأن «الجهود ما زالت مستمرة للتوصل إلى تسوية». وأعلن «مصرف الاحتياط الهندي» الأسبوع الماضي ان مدفوعات تجارة النفط لإيران لم يعد من الممكن تسويتها من طريق نظام اتحاد المقاصة الآسيوي الذي تديره المصارف المركزية، ورفضت طهران بيع النفط خارج هذا النظام. وفي هذا الاسبوع وسع المصرف المركزي الهندي الاجراء ليشمل كل المعاملات الجارية. وأشاد البيت الأبيض بتحرك المصرف المركزي الهندي الذي يأتي بعد أقل من شهرين من زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الهند، التي تعهد خلالها بتعزيز دور نيودلهي عالمياً. وتريد واشنطن ان توقف الحكومات التعامل مع إيران بسبب برنامجها النووي. وقال مصدر هندي: «لم تتم تسوية المسألة في اجتماع اليوم (الجمعة). آراء كل الأطراف ستؤخذ في الحسبان ونأمل بأن تتم التسوية قريباً». وقال مصدر مطلع ان الهند مدينة حالياً لإيران ببليون يورو، وإنه تمت تسوية التعاملات بين البلدين المعلقة قبل يومين من خلال الآلية القائمة. وكان مسؤولون وتجار هنود يأملون بالتوصل إلى حل سريع للخلاف الذي يمكن ان يعطل نحو 13 في المئة من واردات الهند النفطية، ويترك المصافي تتهافت على مصادر بديلة أكثر كلفة للخام. ولا تشمل عقوبات الأممالمتحدة على إيران مبيعات النفط. وقال مصدر مطلع ان أحد الحلول التي يجرى بحثها هي ان تستخدم المصارف وشركات النفط وسيلة بديلة لتسوية مشتريات الهند النفطية من إيران. وتسدد كوريا الجنوبية مدفوعات النفط الإيراني بالعملة المحلية (الوون). وقال خالدي في تصريحات نقلت عنه: «كي لا نسمح للأميركيين والأوروبيين بإثارة أي مشكلة، قلنا دعونا ننجز أعمالنا بعملات أخرى مثل الدرهم (الإماراتي) أو الين». وجعل النمو الاقتصادي الذي بلغ نحو 9 في المئة من الهند رابع أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. وإيران هي ثاني أكبر موردي النفط للهند بعد السعودية. وتشتري الهند نحو 400 ألف برميل يومياً من النفط الإيراني، وتقوم بتسوية المدفوعات من خلال اتحاد المقاصة الآسيوية وهو نظام أقامته المصارف المركزية في جنوب آسيا وإيران في السبعينات لتسوية المدفوعات التجارية في ما بينها. وسيكون تعليق الواردات الإيرانية في وقت تقترب فيه أسعار النفط العالمية من أعلى مستوياتها في عامين ومع ارتفاع معدل التضخم في الهند، أمراً مكلفاً لنيودلهي. وترتبط الهند وإيران بروابط قديمة لكن محللين يقولون إن هناك بواعث قلق وتفكيراً استراتيجياً جديداً يدفع نيودلهي لتبني سياسة أكثر حذراً وحزماً. وترتبط مصالح نيودلهي في شكل أوثق بالولاياتالمتحدة فضلاً عن إدراكها للمخاوف العربية في شأن طموحات إيران النووية. وقال رئيس قسم دراسات غرب آسيا في «جامعة جواهر لال نهرو» في نيودلهي، بي آر كوماراسوامي: «عندما يتعلق الأمر بإيران يمكن للهند ان تتجاهل ضغوط الولاياتالمتحدة والضجة الإسرائيلية لكنها لا يمكن ان تتجاهل مخاوف الدول العربية».