بهجة وسرور تغمر القلوب في العيد، واجتماعات أسرية تعقد بالزيارات الدورية كعادة اجتماعية عرفت في هذا الموسم، إلا أن هناك زيارات خاصة عند البعض تنفذ بصورة مغايرة، تعرى منها الفرح وقد ارتدت ثوب الحزن، والخاصة ب «الفاقدين» الذين رحل عنهم أحبتهم. «المقابر» خصصت لها زيارات من البعض للوقوف على قبور موتاهم والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، بعد أن اعتادوا وجودهم بينهم في تلك المناسبة سنوياً، إلا أن الموت حال بينهم ولم تبق في يدهم حيلة سوى وقفة على «قبر» ورفع «كف» وانكسار «قلب» تتلوها انسكاب «دمع». لم يجد عبدالله عبدالواحد طعم العيد منذ خمسة أعوام في رأيه حتى يزور قبر والدته في المعلاة بمكةالمكرمة فور الانتهاء من صلاة العيد، معتبراً عادته تلك هي مصدر السعادة والشعور بفرحة العيد، كونه ابتدأه بزيارة من كانت الجنة تحت قدميها على رغم «الغصة» التي يشعر بها عند الإعلان عن رؤية هلال شوال شوقاً وحنيناً لها. وقال خلال حديثه إلى «الحياة»: «الأولى بتلك الزيارات الاجتماعية هي والدتي المتوفاة والتي خصصتها بالزيارة الأولى، التي أنفذها فور خروجي من صلاة المشهد في الحرم المكي متجهاً إلى مقبرة المعلاة الكائنة بمنطقة الحجون للدعاء لها». ولم تغادر ذكريات الطفولة مخيلة أحمد فهد والتي تقوده سنوياً إلى مقابر أمنا حواء في موسم العيد لزيارة أخيه الميت الذي فقده قبل 10 أعوام، مسترجعاً عند قبره الجنون والبراءة في الصغر والتآخي والتآلف في الكبر ليدعو له بأن يجتمع معه في جنات النعيم على سرر متقابلين. وزاد بقوله: «لحظات دخول العيد تذكرني بطفولتي مع شقيقي الذي يكبرني بعامين، وكيف كنا نحسب عيدياتنا فرحاً بما حصلنا عليه من الأهل والأقارب، ونذهب لشراء الحلويات والألعاب سوياً، حتى أشعر بأمر ما يقودني إلى زيارته وكأنه حي». أما الطقوس التي كان يمارسها أبو خليل في موسم كل عيد من عقد اجتماعات عائلية في منزله وخفة روحة المحببة لدى من حوله، استمرت حتى بعد مماته ليس في منزله فحسب، بل امتدت حتى عند قبره، إذ تعاهد أبناؤه الأربعة على زيارة قبره في مكةالمكرمة والاجتماع عنده للدعاء له. وأوضح الابن عبدالعزيز ل «الحياة» أن والده كان يحرص على جمعه وأشقائه في منزله في العيد، ما دفعهم إلى تحقيق رغبته حتى بعد موته والاجتماع عند قبره ثاني أيام عيد الفطر.