شهدت مقبرة المعلاة في إطلالة صبيحة يوم العيد أمس، اقبالا كبيرا من عدد من اهالي مكةالمكرمة، وذلك من اجل الدعاء وطلب المغفرة والرحمة للأموات، مما دفع ادارتها بأن تقدم كل التسهيلات وكافة الخدمات لهؤلاء الزائرين، لاسيما ان المشاهد اختلفت في مقبرة المعلاة فمنهم من وقف رافعا كفيه متضرعا لرب العزة والجلال بطلب المغفرة للأموات، والبعض الآخر يكفكف دموع الحزن لما تذكره من ايام كانت تجمعه مع أحباء أصبحوا من العالم الآخر. «عكاظ» التقت بأحمد القرشي وهو وقاف بجوار قبر ابيه رافعا كفيه الى السماء متجها الى القبلة ينادي ربه بصوت خافت قائلا «اللهم ارحم ابي وادخله الجنة، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة» مشيرا بدعواته وهو يكفكف دموعه لا استطيع ان اغيب عن والدي في هذا اليوم حيث انني عودت نفسي من بعد وفاته التي مضى عليها خمسة اعوام بأن انطلق بعد صلاة العيد الى قبره واناجي ربي بأن يغفر له ويرحمه ويسكنه الجنة، مبينا ان فرحة العيد لا تنسيه زيارة والده حيث انه يحرص عليها كل سنة حتى اصبحت عادة سنوية لديه. اما عبدالله العتيبي الذي كان منهمكا بالدعاء عند قبر صديقه الذي توفي العام الماضي، جراء حادث مروري مكتفيا بقوله «انني تذكرت صديقي بهذا اليوم مما دفعني بزيارة قبره والدعاء له». فيما يقف كل من محمد باشهاب وصالح الروقي أمام عدد من القبور رافعين ايديهم الى السماء طالبين الرحمة لهم، مجمعين على ان زيارة القبور لها طابع خاص وخصوصا بعد صلاة العيد حيث انها تذكرهم بالآخرة ومرحلة القبر. وقالوا: «مقبرة المعلاة تفوح منها رائحة الشهداء كعبدالله بن الزبير وعبدالله بن عمر وعدد من الصحابة والتابعين، لذا نحرص على زيارتها من هذا الجانب والجانب الاخر لقربها من المسجد الحرام ببض كيلو مترات»، مشيرين إلى انهم يقومون بهذه الزيارة لمقبرة المعلاة سنويا، خاصة من بعد انتهاء صلاة العيد من المسجد الحرام.