يشد صالح رحاله صبيحة كل جمعة وبرفقته أحد أبنائه إلى العاصمة المقدسة قادما من ضواحي مكةالمكرمة، وقاصدا أداء صلاة الجمعة في المسجد الحرام ويدلف برفقة ابنه إلى مقبرة المعلاة بعد الفراغ من الصلاة، حيث دفن والداه إلى جانب بعضهما في أحد أطراف المقبرة ويقوم بالدعاء والبكاء وقراءة القرآن ونثر الحب وقليلا من الماء على قبريهما في فعل اعتاد عليه منذ سنوات؛ حرصا منه على مواصلة نفعه لهما وطلبا في تخفيف ما يتعرضان له في قبريهما طيلة هذه الأعوام. صالح وابنه ليسا الوحيدين في مقبرة المعلاة ممن يمارسان أفعالا عدها أهل العلم من البدع والخرافات، فمقبرة المعلاة التي لا يفصلها عن المسجد الحرام سوى مسافة قصيرة تشهد كثافة في أعداد الزوار من سكان مكةالمكرمة وضواحيها وأعداد من الزوار والمعتمرين على مدار أيام الأسبوع، ويقوم عدد من ذوي الأموات باستغلال ساعات دفن الموتى بعد الصلوات لزيارة موتى أقارب لهم والدعاء لهم مستغلين حضورهم مراسم التشييع والدفن، إلا أن أعدادا ليست قليلة من بعض سكان العاصمة المقدسة يقومون بممارسة عادات مثل نثر الحب ورش الماء على قبور أقاربهم، إضافة إلى المكوث بجانب القبر وقراءة القرآن لساعات طويلة. وهذه الأفعال أكد الشيخ والداعية طلق القثامي إمام وخطيب جامع القرشي في شارع الحج أنها بدع ولا أصل لها في الشرع. وقال ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة»، وكان قد مر على قبرين، وقال إنهما يعذبان الأول يمشي بين الناس بالنميمة والثاني لا يستتر من بوله، وأخذ جذعين فوضعهما على القبرين، وقال لعل الله أن يخفف عنهما مالم ييبسا. واضاف أنه ومن هذا الفعل قد يأخذ الناس بفعله عليه الصلاة والسلام، والصحيح أن ما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم يعد خاصا به عن بقية البشر ولا يصح لأحد أن يقوم بذلك الفعل الذي خصه به الله كمكرمة منه لنبيه. وأضاف الشيخ القثامي «إن الأقوال التي تقول بأن أرواح الأموات تلتقي بالأحياء حال الزيارة فهذا أمر غير صحيح ولم يرد فيه نص شرعي. وأكد أن الميت لا يعلم بأي شي عن الأحياء والأفعال التي يقوم بها البعض من رش الماء ونثر الحبوب وقراءة القرآن، هي بدع لا أصل لها في الدين..