قتل أمير «جبهة النصرة» في محافظة إدلب في شمال غرب سورية بتفجير عبوة ناسفة في سيارته ليل أول من أمس، وسط تقدم «النصرة» في هذه المحافظة على حساب مقاتلي المعارضة السورية وتوتر بين «النصرة» و «جبهة ثوار سورية» برئاسة جمال معروف. واندلعت منذ نحو شهر معارك هي الأولى من نوعها بين «النصرة» بزعامة أبو محمد الجولاني التي أعلنت نيتها إنشاء «إمارة إسلامية» خاصة بها، وكتائب من المعارضة المسلحة، بعدما قاتل الطرفان جنباً الى جنب ضد قوات نظام الرئيس بشار الأسد وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في بريد إلكتروني أمس: «لقي «أمير قاطع إدلب» في جبهة النصرة يعقوب العمر مصرعه قبيل منتصف ليل (أول من) أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته بالقرب من منزله في بلدة خان السبل شمال مدينة معرة النعمان» التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، أن التفجير أدى كذلك إلى إصابة نجلي العمر، وهو سوري في العقد الرابع من العمر. وأشار إلى أن الأخير تولى مسؤوليات «شرعية وسياسية»، وكان مساعداً للأمير السابق ل «النصرة» في إدلب أبو محمد الاأنصاري الذي اغتالته مجموعة من تنظيم «الدولة الإسلامية» في بلدة حارم في نيسان (أبريل) الماضي. ونشبت في الفترة الأخيرة خلافات حادة بين «النصرة» و «جبهة ثوار سورية» بقيادة جمال معروف، كما أن «النصرة» سيطرت على مدينة حارم وقرية عزمارين وكامل ريف جسر الشغور في ريف إدلب، قبل أن يدخل مقاتلوها قبل يومين الى بلدة سرمدا قرب حدود تركيا وتؤسس مؤسسات تابعة لها. وحاولت «الجبهة الإسلامية» التدخل لحل الخلاف بين الطرفين، واقترحت مبادرة من ست نقاط، بينها «انسحاب النصرة من مناطق حارم ودركوش وعزمارين والزنبقي، وفك جبهة ثوار سورية الحصار عن القرى والمقرات التي تحاصرها» بعد اتهام «النصرة» لها بوضع عبوات تحت مدرعات تابعة له تحاصر معسكري الحامدية ووادي الضيف قرب معرة النعمان في ريف إدلب. وسبقت المعارك بين «الجبهة» والكتائب المقاتلة التي اندلعت مطلع الشهر الماضي، «اغتيالات متبادلة» بين الطرفين، وفق عبد الرحمن. ونعت حسابات موالية ل «النصرة» على مواقع التواصل الاجتماعي العمر، وكتب مستخدم يقدم نفسه باسم أبو عيسى الشيخ: «استشهاد الشيخ يعقوب العمر أمير من أمراء جبهة النصرة بإدلب بعبوة ناسفة. شل الله يد من قتله». ويعتبر أحمد عيسى الشيخ قائد «صقور الشام» العضو في «الجبهة الإسلامية» التي تضم كبريات الفصائل الإسلامية المقاتلة. وقال آخر يقدم نفسه باسم «أبو سليمان المهاجر»، إن العمر «غدرته من شر العباد عصابة (...) ملعونة من طبعها الإجرام». وأوضح عبد الرحمن أن «اغتيال العمر يأتي مع تمدد جبهة النصرة في محافظة إدلب على حساب الكتائب المقاتلة، وسيطرتها على مناطق واسعة أهمها ريف جسر الشغور وحارم وسرمدا».