برز خلال الايام الماضية شرخ جديد داخل المعارضة السورية المسلحة من خلال مواجهات عنيفة وقعت في مناطق مختلفة من سورية بين "جبهة النصرة" من جهة وحلفاء لها من الكتائب المقاتلة المعارضة تسببت بسقوط عشرات القتلى، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن اليوم الخميس في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" ان "الاشتباكات بين النصرة وكتائب مقاتلة بدأت منذ بداية شهر تموز (يوليو) تقريبا، وان اكثرها خطورة هي المعركة التي وقعت في نهاية الاسبوع الماضي في منطقة جسر الشغور في ريف ادلب (شمال غرب) بين النصرة ومقاتلين من جبهة ثوار سورية تسببت بمقتل عشرات المقاتلين من الطرفين". واشار الى ان "اغتيالات متبادلة" سبقت هذه الاشتباكات وطالت قادة كتائب مقاتلة ومسؤولين في جبهة النصرة، و"تم التكتم عليها" حرصا على إبقاء الصف موحدا في مواجهة القوات النظامية. واقرت "جبهة ثوار سورية" و"جبهة النصرة" على صفحاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المواجهات، مع تبادل الاتهامات. فقد اعلنت "جبهة النصرة" قبل ايام انها اطلقت معركة "ردع المفسدين" وقالت في بيان انها ستسعى الى "اراحة البلاد والعباد من هؤلاء المفسدين -من أي فصيل كانوا-، ورفع أذاهم عن المسلمين". وتستغل "جبهة النصرة" التجاوزات التي يقوم بها بعض عناصر الكتائب المعارضة المقاتلة من نهب وسرقة وخطف وطلب فديات، لتقديم نفسها كنموذج مختلف، ما يعزز شعبيتها بين الناس. وردت "جبهة ثوار سورية" على بيان "النصرة" باتهامها بمحاولة اعاقة تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهات مع النظام. وقالت ان زعيم "النصرة" ابو محمد الجولاني يسعى الى "تشكيل امارته على الحدود السورية التركية شمال ادلب". وتمكنت "النصرة"، بحسب المرصد، خلال هذه المعارك من السيطرة على قرى عدة في ريف ادلب. وامتد التوتر الى ريف درعا جنوبا حيث حصلت مواجهات محدودة بين "النصرة" من جهة وكتيبتي "المثنى" و"شهدا الكحيل" من جهة اخرى. وافاد المرصد السوري الاربعاء عن اقدام جبهة النصرة على "مداهمة مقرين للواء جند الحرمين الذي ينشط على الحدود السورية مع الجولان المحتل في درعا والقنيطرة"، وقتل عدد من عناصر اللواء واعتقال قائده اللواء شريف الصفوري، وقائد كتيبة فيه.