بدأت "جبهة النصرة" خطوات عملية بتأسيس جهاز أمن ل "إمارتها" في شمال غربي سورية وجنوبها، لمواجهة زيادة نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وإعلان "الخلافة" في الشمال الشرقي، في حين اعلنت كبريات الكتائب الإسلامية السورية المسلحة الاندماج لمواجهة قرار خارجي بوقف التسليح والتمويل المباشر لها واعتماد واشنطن "سبع فصائل معتدلة" لتزويدها الأسلحة. في هذا الوقت أكدت مصادر متطابقة ل "الحياة" أمس "الوقف الكامل" لتمويل وتسليح عدد من الفصائل الإسلامية، بالتزامن مع اعتماد "غرفة العمليات" في جنوبتركيا والأردن "سبع فصائل معتدلة" بينها حركة "حزم" و "كتائب نور الدين الزكني" و "اللواء السابع- قوات خاصة" وتسلم عدد منها عشرات الصواريخ المضادة للدروع من نوع "تاو" الأميركية الصنع. وتابعت المصادر ان الدول الغربية زادت حصة تدريب المقاتلين المنشقين، بحيث يجري تدريب اكثر من 300 كل أسبوعين في معسكرين للتدريب. وكان كبار الموظفين في "النواة الصلبة" في "أصدقاء سورية" عقدوا اجتماعاً في اسطنبول قبل ايام. وقال مسؤول غربي ان الدول الحليفة ابلغت المعارضة بوجود "موارد عسكرية أكثر" وان هذا لا علاقة له بقرار الادارة الاميركية الطلب من الكونغرس تخصيص مبلغ 500 مليون دولار لدعم "المعارضة المعتدلة"، مشيراً الى أن "استخدام الموارد العسكرية الجديدة مرتبط بقيام المعارضة بمزيد من التنظيم ووضع الاستراتيجيات والتنسيق بين الجسمين السياسي والعسكري". ووضع "الائتلاف الوطني السوري" المعارض برئاسة هادي البحرة خطة تنفذ خلال ستة اشهر، وتتضمن تشكيل حكومة انتقالية جديدة وانتقالها مع قيادة "الائتلاف" الى شمال سورية بعد تشكيل قوة عسكرية- أمنية بالافادة من الضباط المنشقين في جنوبتركيا والأردن حيث يقيم اكثر من 1300 عسكري. وقال المصادر المتطابقة إن الدول الغربية قررت ان يكون التعاطي مباشراً مع "الكتائب المسلحة المعتدلة" وان تشرف غرفة العمليات على تفاصيل النشاطات العسكرية لمقاتلي المعارضة، في وقت يعمل الرئيس السابق ل "الائتلاف" أحمد الجربا كي يكون "القائد العسكري" للمعارضة في موقع اعلى من وزير الدفاع في الحكومة الموقتة التابعة ل "الائتلاف". في المقابل، قررت جميع فصائل "الجبهة الإسلامية" في حلب شمال البلاد، الاندماج والعمل تحت كيان واحد بقيادة عبد العزيز سلامة الذي تسلم رئاسة "لواء التوحيد" خلفاً لعبد القادر صالح، علما أن "الجبهة الإسلامية" تشكلت في نهاية العام الماضي من كبريات الفصائل الإسلامية المقاتلة، وهي "لواء التوحيد" و "صقور الشام" برئاسة احمد عيسى الشيخ و "أحرار الشام" برئاسة حسان عبود (ابو عبد الله الحموي) و "جيش الإسلام" برئاسة زهران علوش. واعلن امس عن اندماج "صقور الشام" و "جيش الإسلام" باسم "الجبهة الإسلامية" برئاسة علوش. وجاء في بيان أن "الاندماج الكامل" يهدف الى تجاوز "الصعوبات الخارجية" واستجابة ل "ضرورات المرحلة الراهنة" مع تمسك "الجبهة" بموقف "إسقاط النظام" السوري. ودعا البيان الى "إعادة تشكيل هيئة أركان جديدة بعيدة من الأجندات السياسية". وكان "جيش الإسلام" شن هجوما ضد "داعش" شرق دمشق وسعى لطرد التنظيم من جنوبها. ومن الاسباب الاخرى التي دفعت هذه الفصائل الى الاندماج بدء "داعش" و "النصرة" في تقاسم السيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وفيما يتقدم "داعش" في شمال شرقي البلاد مستفيداً من عمقه في غرب العراق والاسلحة الثقيلة التي استولى عليها من مقرات الحكومة العراقية ومواقع حكومية سورية، بدأت "النصرة" خطوات عملية لتأسيس "إمارتها"، إذ دخل امس رتل عسكري ضخم الى بلدة سرمدا في ريف إدلب في شمال غربي البلاد قرب معبر باب الهوى على الحدود التركية ورفع رايات "النصرة" وأسس مجلسا قضائياً ل "محاربة المفسدين". ونشبت في الفترة الأخيرة خلافات حادة بين "النصرة" و "جبهة ثوار سورية" بقيادة جمال معروف، إذ سيطرت "النصرة" في 22 الشهر الماضي على مدينة حارم وقرية عزمارين وكامل ريف جسر الشغور في ريف إدلب. وحاولت "الجبهة الإسلامية" التدخل لحل الخلاف بين الطرفين، واقترحت مبادرة من ست نقاط، بينها "وقف الاقتتال بين الأطراف فوراً وإطلاق سراح الأسرى، وأن على "جبهة النصرة" الانسحاب من مناطق حارم ودركوش وعزمارين والزنبقي، وعلى "جبهة ثوار سورية" فك الحصار عن القرى والمقرات التي تحاصرها"، إضافة إلى تشكيل "قوة من جميع الفصائل لمحاربة الفساد وتقديم المفسدين للمحاكم الشرعية". وبحسب القيادي المعارض عبدالرحمن الحاج، فان "النصرة" مصممة على تشكيل "الإمارة" بحيث يكون منطلقها ريف درعا بسبب توافر العوامل المناسبة لذلك، لكنها بدأت بالتمدد في شمال غربي البلاد، بحيث بدأت بالسيطرة على "المناطق الرخوة" الواقعة تحت سيطرة معروف للإفادة من الاستياء بسبب الفساد الموجود. وأضاف عبدالرحمن أن "النصرة" تريد تأسيس "شريط آمن" بينها وبين "داعش" وان تؤسس "إمارة" بحيث تكون هي بمثابة "الأسفنج" الذي يمتص المقاتلين المهاجرين الذي باتوا يتجهون أخيراً الى "الخلافة" التي أسسها "داعش". وأسست "النصرة" في الفترة الأخيرة "جهازاً امنياً" جمع الكثير من المعلومات عن "خلايا نائمة" لتنظيم "داعش" في ريف إدلب، وقامت ب "ضربات استباقية" ضد هؤلاء كي لا يسهلوا تسلل التنظيم في ريف إدلب. واوضح عبدالرحمن: "داعش هي العدو رقم واحد للنصرة التي وضعت نصب عينها تأسيس الإمارة رداً على الخلافة".