برز خلال الايام الماضية شرخ جديد داخل المعارضة السورية المسلحة من خلال مواجهات عنيفة وقعت في مناطق مختلفة من سورية بين جبهة النصرة من جهة وحلفاء لها من الكتائب المقاتلة المعارضة تسببت بسقوط عشرات القتلى، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وتضيف هذه المعارك المستجدة تعقيدات جديدة على النزاع السوري الذي يشهد جبهتين اساسيتين اخريين، احداها بين القوات النظامية وفصائل المعارضة ومنها "النصرة" بدات مطلع العام 2012، واخرى بين فصائل المعارضة ومنها "النصرة"، وتنظيم "الدولة الاسلامية" بدأت في مطلع العام 2014. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن امس ان "الاشتباكات بين النصرة وكتائب مقاتلة بدات منذ بداية شهر تموز/ يوليو تقريبا، وان اكثرها خطورة هي المعركة التي وقعت في نهاية الاسبوع الماضي في منطقة جسر الشغور في ريف ادلب (شمال غرب) بين النصرة ومقاتلين من جبهة ثوار سورية تسببت بمقتل عشرات المقاتلين من الطرفين". واشار الى ان "اغتيالات متبادلة" سبقت هذه الاشتباكات وطالت قادة كتائب مقاتلة ومسؤولين في جبهة النصرة، و"تم التكتم عليها" حرصا على ابقاء الصف موحدا في مواجهة القوات النظامية. واقرت "جبهة ثوار سوريا" و"جبهة النصرة" على صفحاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي بهذه المواجهات، مع تبادل الاتهامات. فقد اعلنت "جبهة النصرة" قبل ايام انها اطلقت معركة "ردع المفسدين" وقالت في بيان انها ستسعى الى "اراحة البلاد والعباد من هؤلاء المفسدين -من أي فصيل كانوا-، ورفع أذاهم عن المسلمين". وتستغل "جبهة النصرة" التجاوزات التي يقوم بها بعض عناصر الكتائب المعارضة المقاتلة من نهب وسرقة وخطف وطلب فديات، لتقديم نفسها كنموذج مختلف، ما يعزز شعبيتها بين الناس. وردت "جبهة ثوار سوريا" على بيان "النصرة" باتهامها بمحاولة اعاقة تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهات مع النظام. وقالت ان زعيم "النصرة" ابو محمد الجولاني يسعى الى "تشكيل امارته على الحدود السورية التركية شمال ادلب". وجاء في بيان "جبهة ثوار سورية" ان "النصرة" عمدت من اجل ذلك الى مهاجمة "مناطق محررة تابعة لجبهة ثوار سورية". وتمكنت "النصرة"، بحسب المرصد، خلال هذه المعارك من السيطرة على قرى عدة في ريف ادلب. وكان زعيم النصرة اعلن في تسجيل صوتي تم تداوله على مواقع الانترنت متوجها الى انصاره "آن الأوان ايها الاحبة لنقيم امارة اسلامية على ارض الشام"، داعيا الى "العمل بجد" لتحقيق ذلك، وواصفا "الخلافة" التي اعلنها تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل نحو شهر بانها "باطلة وساقطة". وامتد التوتر الى ريف درعا جنوبا حيث حصلت مواجهات محدودة بين "النصرة" من جهة وكتيبتي "المثنى" و"شهدا الكحيل" من جهة اخرى. وافاد المرصد السوري الاربعاء عن اقدام جبهة النصرة على "مداهمة مقرين للواء جند الحرمين الذي ينشط على الحدود السورية مع الجولان المحتل في درعا والقنيطرة"، وقتل عدد من عناصر اللواء واعتقال قائده اللواء شريف الصفوري، وقائد كتيبة فيه. وكانت "جبهة النصرة" قامت بحملة مماثلة على كتائب "قبضة الشمال" في مدينة مارع في ريف حلب الشمالي على الحدود السورية التركية الاسبوع الماضي، وتمكنت من السيطرة على معبر "أكدة" في المنطقة. في الوقت نفسه، اصدرت حركة "حزم" العسكرية السياسية المدعومة من الولاياتالمتحدة بيانا انتقدت فيه انسحاب "جبهة النصرة" من جبهة حلب في الشمال مع قوات النظام. وجاء في بيان "حزم" التي تشكلت من عدد من الفصائل المقاتلة مطلع العام 2014، "نعلن رفضنا الكامل لما بدر من جبهة النصرة بانسحابها من جبهة حلب والقيام بمهاجمة عناصر الجيش الحر في المناطق المحررة، تحت ذريعة ضرب المفسدين في الأرض ، في خلط واضح منها لأولويات الثورة ، وتوجيه منحرف لبنادق المقاتلين بعيداً عن النظام، ومحاولة لحرف الثورة عن ثوابتها لا يمكن أن تنطلي على المواطن السوري بأي حال". واعلنت في البيان الذي وقعت عليها مجموعات اخرى مقاتلة "تعليق جميع اشكال التعاون والتنسيق مع جبهة النصرة".