قضت معلمتان، وأصيبت أربع من زميلاتهما وسائق مركبتهن فجر أمس في محافظة الليث، إثر حادثة تصادم مع شاحنة عكست سير الطريق، وهن في طريقهن إلى مدارسهن في محافظة الليث التي تبعد عن مكةالمكرمة بأكثر من 200 كيلو متر باتجاه الجنوب. وأوضح المتحدث الإعلامي لدى إدارة مرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري، أنه في فجر يوم أمس، حدث تصادم شنيع وجهًا لوجه بين شاحنة كان يقودها سائق عكس السير، ليصطدم بسيارة أخرى «باص» لنقل المعلمات، نجمت عنه وفاة معلمتين، وإصابة أربع معلمات أخريات، مشيراً إلى أن التقارير الميدانية من رجال المرور الذين عاينوا موقع الحادثة، أكدت أن سائق الشاحنة هو المتسبب في الحادثة نتيجة عكسه للسير، وهو أمر مخالف للأنظمة المرورية. وفيما أكد شهود عيان ل «الحياة»، أن إحدى المعلمات توفيت فور وقوع الحادثة، بينما توفيت زميلتها بعد وصولها إلى المستشفى، إذ لم يُفلح تدخل الأطباء في إنقاذها، فتوفيت على الفور، بينما نُقلت المعلمات الأربع مع سائقهن إلى مستشفى «منى»، وأُدخلوا إلى قسم الطوارئ، وباشر الأطباء التعامل معهم على الفور. وقال زهير اليماني، زوج المعلمة المتوفية زين الحضرمي ل «الحياة»: «إن المصاب جلل، والفاجعة أكبر من أن يتحملها قلبي وقلب أطفالنا الأربعة، رحم الله زين التي كانت نعم الزوجة الوفية، والمخلصة في بيتها وعملها، لقد فقدناها في غمضة عين، ولم تدم فرحة نقلها إلى مكةالمكرمة، إذ كان القدر أسرع إليها، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته». ويستذكر زهير آخر اللحظات التي جمعته وأطفاله الأربعة بزوجته الراحلة، يقول: «كان كل شيء يسير على ما يرام، إذ قضينا يوم الجمعة الماضي في زيارة الأقارب، وشراء بعض المستلزمات للبيت، ومن بعدها ذهبنا نحن وأطفالنا إلى أحد المطاعم الشهيرة في مكة، وتعشينا، ومن بعدها عدنا إلى منزلنا، إذ خلدت رحمها الله إلى النوم في حوالى الساعة الواحدة صباحاً بعد أن أنهت متطلبات الأبناء والبيت». وتابع زهير حديثه: «في حوالى الساعة الثالثة والنصف أيقظتها من النوم، لكي تستعد للذهاب إلى مدرستها، وانتظار السائق لكي لا تتأخر عليه، ولكنه للمرة الأولى يتأخر في القدوم إليها، وكأن القدر يريد أن أجلس مع زوجتي أطول فترة قبل رحيلها، وبعد أن ذهبت أتاني اتصال في الساعة السادسة إلا ربع من المشرف على «باصات» نقل المعلمات، بتعرض المركبة التي فيها زوجتي لحادثة، وأن علي القدوم إلى الموقع في الحال».