لا أظن أحداً سيحزن لو فاز النصر هذه السنة بكأس الأبطال، وأظن أن الأندية كلها تتمنى لو كان هناك نص يسمح بمنح النصر هذه البطولة من دون الدخول في مباريات وحسابات طويلة! عندما فاز الأهلي العام الماضي بالبطولة، عاد هذا العام بشكل جديد، وضخ أسماء جديدة، وازدان المشهد الرياضي بفوز الأهلي، وتوسعت دائرة المنافسة، ونراه هذا العام ينافس ويحصد الألقاب على مختلف الدرجات. وهذا ما نحتاجه مع النصر، بطولة بحجم كأس خادم الحرمين تليق بنادي النصر وتاريخه، وبما أن النصر قبل البارحة هزم البطل نادي الشباب، فأظنه وضع قدمه على منصة البطولة. الرياضة السعودية لا بد أن تكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، لا بد من تطوير العلاقة لتكون تنافسية، وليست عدائية، علاقة تكامل ليفرح الكل، ولا يستأثر البعض بكل شيء. لا بد من منظومة تحفظ للكبير اطراد نجاحه، وتمنح الصغير القدرة على دخول مربع الكبار، وتسمح للقادم من الخلف أن يسابق الكل، ويسبقهم، تمد يدها للضعيف وتنتشل الغريق، وتداوي الجريح. ماذا يجب أن يفعل النصر لينال الكأس الغالية؟ الإجابة أبسط مما نتخيل، عليهم فقط أن يتركوا اللعب خارج الملعب، ويكتفوا بالمستطيل الأخضر، ويكفوا عن الوعود والأحلام، ويصنعوا المستحيل في الملعب. سيفوز النصر انتصاراً لصبر جماهيره، التي تكاد تنتهي من العقد الثاني، وما صافحت أعينهم بطولة تزهى بها تفاصيلهم، ستغادرهم الحسرة، وتظهر على محياهم الابتسامة، وليتهم حينها يفرحون كل الفرح من دون ضرر أو ضرار. سيفوز النصر إذا تناسى أهله حكاية «العالمي»، ومسلسلات الظلم من الكل، والانشغال بالمنافسين أكثر من الانشغال بأنفسهم! سيفوز النصر، متى ما آمن رجاله أن القمة تتسع للكل، وأن رضا أعضاء الشرف غاية لا تدرك ورضا النصر غاية لا بد أن تدرك! سيفوز النصر لأن الخسارة ملْته، والهزائم كرهته، والبطولات والمنصات اشتاقت له، والنجومية تتوق له. سيفوز النصر، لأن الكل يريد ذلك، حتى الهلاليين أنفسهم آمنوا أن المنافسة من دون النصر تفقد الكثير من المتعة والإثارة. [email protected]