لكل نادٍ حكاية مع الهلال.. تطول وتقصر.. وفي كل عقد يتغيّر المشهد ويظل الهلال في ثبات.. يتساقط المتنافسون حوله ويأتي آخرون والنتيجة واحدة.. زعيم تقصده الأندية لعل وعسى تقطف ولو جزءاً من زعامته. نادي الاتفاق.. أول ما عرفته كان لحب أبي له.. لا تشجيعاً ولكن لأن مدربه كان خليل الزياني، وأبي تسكنه وطنية تكفي الأرض كلها.. لذا تربينا منذ كنا صغاراً ألا نغضب من الاتفاق أبداً بل نفرح له ونقف معه. والهلال لن ينسى عندما تسلّم خليل الزياني تدريبه ومنحه أغلى بطولة ولن تتكرر إلا كل 100 سنة! والاتفاق ما قصر مع الهلال أبداً.. لم يجرؤ يوماً ويخطف منا فرحاً علانية. فمرة أخذ الدوري من الهلال لأن الهلال تخاذل عن نقطة كانت في يده وذهبت الدرع للاتفاق. وكان حدثاً فريداً حينها كان فاتحة خير للقرن الخامس عشر للاتفاقيين. ومرة في كأس الملك.. أذكر أن المباراة وصلت لركلات الترجيح وقطع النقل لأجل صلاة مكة فهربنا للإذاعة وأطاح عبادي الهذلول بتلك الضربة وفاز الاتفاق بالكأس. ومرة في بطولة الخليج... ولا يُنسى هدف الاتفاق الذي أتى واللاعبون منشغلون بإصابة لاعب في منطقة الجزاء ونسوا الكرة واهتموا بشأن اللاعب، وتناسوا أن صالح بشير لا يعرف إلا كرة في المرمى ولا يعرف للإنسانية حضوراً هنا. مباريات الهلال مع الاتفاق الأخيرة.. لا يشاهدها الهلاليون إلا وهم موقنون بالفوز.. حتى لو دخل في بابهم أهداف في أول المباراة.. يعودون من جديد ويقدمون الفوز في أجمل قالب.. الهلال في المنطقة الشرقية يحظى برابطة جماهير تفوق رابطات جماهير أندية الشرقية كلها مجتمعة وهذا سر الزعيم في عظمته. من بعد نهائي كأس 86 على ما أعتقد والاتفاق لا يمكن أن يسرق بطولة من الهلال في النهائي.. والأمر الغريب أن بني اتفاق يقدمون كرة جميلة وعندما تأتي مباراة الهلال يجدونها فرصة ليستمتعوا بجمال الهلال وكرته فيخسروا المباراة مبكراً.. الاتفاق هو النادي الوحيد الذي حتى لو وصلت المباراة للدقيقة الأخيرة سيكون عندك يقين أنك ستفوز أو تتعادل على أقل تقدير! ما يردده بعض الاتفاقيين من ذكريات لعام 88 هجرية ودولاب الكأس الذي فصله الهلال واستفز به جمهور الاتفاق.. أظنها لا تليق، لأن الخطاب الإعلامي بين الناديين أرقى من هذه الترهات.. والهلال إن حُرم بطولة أو كأساً فالكأس القادمة قريبة ولن تحتاج لعقود من الزمن لينالها، لذا دولاب الكأس الهلالي يمتلئ في سنة أكثر من أندية تحتاج لنصف قرن لتلحق بالهلال وبطولاته. مباراة اليوم بين الناديين لا خاسر فيها.. وهذا ليس كلام إنشاء ولا مجاملة ولا موشحات السلام على راعي المباراة و... الخ... بل هي حقيقة لأن كلا الناديين يستحق الفوز، وفوز أحدهما لن يغضب الآخر أبداً لا جماهير ولا لاعبين ولا إعلام... قد «نزعل» قليلاً، لكن سيرتاح الخاطر لأن الفائز نادٍ يدخل القلب بلا رسول ولا شفاعات. الليلة.. مباراة بدون شحن ولا بغضاء، بل شرفات حب ممتدة ومشاهدة ممتعة.. اليوم الكلمة الطولى ستكون لشباب الفريقين، والنادي متى ما منح شبابه الثقة فليطمئن أن الغلبة لها إما اليوم أو غداً. الليلة.. كأس جديدة وغالية من يد قائد جديد.. وأظنها لن تريد سوى الهلال يداً ترفعها وتفاخر بها ويكتب التاريخ أن الهلال أول من فاز بها في العهد الجديد. تذكروا أن المباراة الليلة متعتها لن تضاهى.. ومبروك لمن يعرف كيف يصعد المنصات بطلاً وليس تابعاً فقط...! [email protected]