كيف هي الحياة لو لم أكن هلالياً؟ سؤال بسيط إجابته تستحق كتاب حمد وعرفان وشكر أن منحنا الله الهلال لنحبه ونفرح به. يحضر الهلال وتأتي البطولات.. ما إن اختل توازن الهلال في سلم الدوري حتى بدأ المشهد يعيد ترتيب نفسه ويعيد الأمور لنصابها، فجاء الفتح وأعاق الأهلي في غضون عشر دقائق.. ليرسل الفتح رسالة ولا أجمل للأندية، أنه لا مكان لكبير أو صغير وأن المنافسة ليست حكراً على أحد! الهلال ينتهج الواقعية دائماً لذا هو يصل لغاياته بسهولة.. يصرح رئيس ناديه بأن فوز الهلال بالدوري ليس في يد الهلال وحده بل لا بد للفرق الأخرى أن تسهم وتمنح الهلال بوابات أوسع للتتويج. مشكلة الهلال أنه مسار تصحيح للأندية.. فقبل المباراة يتم ضخ الملايين لعل وعسى، وما مباراة الهلال والنصر الأخيرة ببعيد! وقبل المباراة يلتم أعضاء الشرف ويتناسون كل شيء لأجل أن يهزم الهلال وها هم الاتحاديون يحاولون أن يستعيدوا عافيتهم بمباراة الهلال الليلة بمضادات الهلال الحيوية. والهلال بين هذا وذاك يمنح رياضتنا فلسفة جديدة.. فلسفة الرهان على الشباب ومنحهم الفرصة الكاملة.. يمنحها مناهج في المسؤولية الاجتماعية من خلال دعم الجمعيات الخيرية والمؤسسات ذات العلاقة ليقدم وجهاً جميلاً للرياضة. الهلال يوم الجمعة الماضي فاز بكأس ولي العهد .. وأجمل ما حدث ليل الجمعة أن الاتفاق لم يغلب ولم يشعر بمرارة الهزيمة بل تقبل كل شيء وكان أول من هنأ الهلال بفوزه.. وهذا درس ليت البعض يتعلمه، الكل يفوز ويخسر، لكن القليل من يحترم الفائز ويرضى بالخسارة! من دروس ليل الجمعة، فرحة اللاعبين بسعد الحارثي وحفاوة الجمهور به، وهذا ما منح اللاعب مسؤولية كبرى في المرحلة المقبلة. والجماهير لا تزال في شوق لفرحة سعد بهدف.. وسيكون هدفه الأغلى حينها لا محالة.. يا سادة يا كرام.. عندما قال إبراهيم خفاجي ان «الفن منبعه الهلال» كان مؤمناً بأن الهلال لن يخذله نثراً وشعراً.. وها هو الوطن يكرم خفاجي وها هو الهلال يكرمه ببطولة تسكنها أولويات كثيرة.. أهم ما فيها أن الهلال سيتفرغ للإبداع ولن يشغله شيء آخر.. ومن الآن سجلوا عني.. أن الموسم لن ينتهي إلا والهلال يفرح بالبطولة ال 55.. وأظن أن أي بطولة «تشتكي» إن لم ترتمي في يد هلالي! [email protected]