انفض مولد دوري «زين»، وفاز الشباب بكل شيء، ولأنه الشباب يهتم به أكثر من «خالد»، سيكون له مع البطولات قصص خلود لا تنسى. فاز الشباب بالدوري، لأنه انتهج الواقعية، وابتعد عن المثاليات، المهم أن تكسب النقاط، وتعلم لاعبيك الانضباط، ولا تهتم بما بعد ذلك، الشباب اختار مدرباً صارماً، ومنحه الصلاحيات، وتحمل اختراعاته الفنية والإدارية، وكانت المحصلة كأس «زين» الأجمل. فاز الشباب، لأن لديه ناصر الشمراني، ولا يوجد فريق في الدوري فيه مثل ناصر، وإلا لصعبت مهمة الشباب كثيراً. فاز الشباب، لأنه مزج الخبرة بالشباب، ومنح الجماعية القيادة العليا، رفض فكرة اللاعب السوبر، ولم يكابر مع أخطاء أجانبه، وصنع الفارق بخطفه للنقاط، والفرق الأخرى في سبات عظيم. فاز الشباب لأن ليس في حساباته إلا الدوري وبس، أثبتت الأيام أن الترشح للآسيوية يظلم صاحبها، ويضيعه وسط «حيص بيص». أظن أن الشباب خطط للدوري فقط، لذا لن يتعب كثيراً في كأس الأبطال، سيلعب من دون ضغوط، وقد يبتسم له الحظ ثانية! في المقابل خسر الأهلي، لأنه لم يخرج من كونه بطل كأس الأبطال، كانت بداياته متعثرة، وعندما استقام له الأمر كان الركض عليه صعباً. خسر الأهلي لأنهم منحوا جماهيره قوى ضغط أكثر من اللازم، وأصبحوا في جوع وعطش فوق العادة، الأهلي فريق الغد، وفوزه بكأس الأمير فيصل يثبت ذلك، ما يريده الأهلي هو علمانية في الأداء، فصل بين السلطات والاهتمام بما داخل الملعب، والنادي فقط، وسيطرة على حمى الجماهير، وسطوة الإعلام! آخر الخاسرين هو فريق الهلال، و«الزعيم» هذا العام بلا ملامح، فقط فترة إشراف الكابتن سامي على الفريق هي من صنعت هلالاً، وئدت الفرحة به باكراً، ولا أحد يعلم السر! الهلال انشغل بانتخابات الرئاسة باكراً، وبدأ كل فريق يفكر بالغد، وينسى الحاضر، الإدارة فشلت في خياراتها الفنية، وما تزال في لعنة كوزمين وغيريتس، وتناسوا أن سامي هو الأصل في كلا المشهدين، الأمير الشاعر فقد التعويذة هذا الموسم، فتاهت البوصلة، تعاظم حلم آسيا، أفسد متعة الدوري، والمنافسات الأخرى، جاءت بطولة كأس ولي العهد لستر العورات فقط، وللحفاظ على الهيبة والذات الهلالية! انتهى «المولد»، الذي عشنا فيه كل المتناقضات، لكن سنتذكر دائماً بأنه آخر موسم تحت الوصاية الجبرية، وسيكون الموسم المقبل وفق خياراتنا واختياراتنا! [email protected]