طهران، أنقرة، تل أبيب – «الحياة»، أ ب، رويترز - نفى رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس أمس، وجود خلاف في الدولة العبرية حول كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني، مشيراً إلى أن دولاً أخرى استعدت عسكرياً لضربة عسكرية محتملة لطهران. وكان غانتس قال لصحيفة «هآرتس» إن «القيادة الإيرانية تضمّ أفراداً عقلانيين جداً»، كما اعتبر أن العقوبات على طهران بدأت «تؤتي ثمارها من الناحيتين الديبلوماسية والاقتصادية». ويتناقض كلام غانتس مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن العقوبات «بدأت تنال من اقتصاد إيران، لكنها لم تؤخّر برنامجها النووي، ولم توقفه قيد أنملة». لكن غانتس نفى ذلك، مؤكداً أن لا خلاف بين المسؤولين الإسرائيليين، في شأن أهداف إيران. وقال لوكالة «أسوشييتد برس» إن طهران تسعى إلى تطوير «قدرة نووية عسكرية»، لكنها ستذعن للضغوط الدولية ولن تنتج قنبلة ذرية، بسبب العقوبات وتهديدها بضربة عسكرية. وأضاف: «القوة العسكرية جاهزة. وليست قواتنا فقط، بل قوات أخرى أيضاً. نأمل بألا نُضطر إلى استخدام تلك القوة، ولكننا واثقون تماماً بوجودها». في غضون ذلك، أشار السفير الإيراني في موسكو محمود رضا سجادي، إلى «تحريف» كلامه عن احتمال توقيع طهران البروتوكول الإضافي المُلحق بمعاهدة حظر الانتشار النووي، والذي يتيح تفتيشاً أكثر صرامة للمنشآت الذرية. وقال لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) إن مراسلاً صحافياً سأله هل ثمة إمكان لتوقيع إيران البروتوكول الإضافي، رداً على «تدابير غربية»، فأجابه: «ربما وضمن شروط». وتابع: «استعرضتُ فقط الإنجازات المهمة التي حققتها إيران خلال محادثات اسطنبول» التي أجرتها أخيراً مع الدول الست المعنية بملفها النووي. ونُسب إلى سجادي أيضاً قوله إن بلاده «تدرس اقتراحاً روسياً بوقف توسيع برنامجها النووي، لتجنّب عقوبات جديدة» فرضها الاتحاد الأوروبي، وتقضي بحظر استيراد نفط من إيران، يُطبق في تموز (يوليو) المقبل. لكن الولاياتالمتحدة قلّلت من أهمية تصريحاته، إذ قالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «يجب مناقشة تلك المسائل على طاولة المفاوضات التي استُؤنفت، والسفير الإيراني لدى روسيا ليس لاعباً مركزياً فيها، وما يهمّ هو ما تقوله إيران وتفعله على طاولة المفاوضات». تزامن ذلك مع إعلان سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) أبدت «اهتماماً»، خلال محادثاتها في اسطنبول، باقتراح موسكو تسوية الملف الإيراني «خطوة خطوة». إلى ذلك، نفت أنقرة نبأً أوردته «إرنا»، وأفاد بأن «مراقبين من بحرية الحرس الثوري والجيش الإيراني» سيحضرون للمرة الأولى، مناورة عسكرية تُسمى أسد البحر 2012، تنفذها البحرية التركية في بحر إيجه». ونقلت صحيفة «حرييت» عن مسؤولين أتراك أن «لا مناورات عسكرية مشتركة مع إيران. سيكون ثلاثة مسؤولين إيرانيين موجودين خلال يوم المراقبة العالمي للمناورات، وهذا تدبير روتيني في كلّ تدريب عسكري. ولن يكون الإيرانيون وحدهم موجودين، بل أيضاً مراقبون عسكريون من دول أخرى».