على رغم ترويج البعض لمقولة ضعف دوري زين السعودي لهذا الموسم، ربما لغياب الهلال والاتحاد والنصر عن صدارة الدوري منذ الجولات المبكرة على غير العادة، وصعود نجم الأهلي والاتفاق والشباب بعد غياب، إلا أنني أرى أن الدوري حفل بالندية والإثارة في كثير من جولاته، فقد استمتعت هذا الموسم بمشاهدة بعض المباريات المثيرة التي لم تحسم سوى قبيل صافرة النهاية بقليل، إذ استطاعت فرق تقبع في مؤخرة الدوري أن تقارع فرقاً أخرى في مقدمة جدول الترتيب، وهزيمة بعض فرق مناطق الوسط الدافئة، كما أننا شاهدنا فريق الاتحاد سابع الترتيب يهزم الأهلي بين جماهيره، وهو وصيف المتصدر في مباراة قوية وحماسية، كما غابت هذا الموسم الهزائم بالنتائج الكبيرة، وشاهدنا الكثير من المباريات المنتهية بالتعادل. واعتقد أننا كسبنا فرقاً مميزة هذا الموسم، مثل «البطل القديم» الأهلي العائد، وكذلك الاتفاق الذي أصبح يتمتع بعناصر شابة، وحيوية تقارع فرق المقدمة، وتزاحمها على الصدارة، أما الشباب فتمكن من لعب 25 مباراة حتى الآن من دون هزيمة، وهذا بلا شك يحسب للمدرب البلجيكي «غريب الأطوار» برودوم، ومن الجميل أن نرى تأخر حسم الدوري هذا العام ربما حتى آخر جولة، عندما يلعب الشباب والأهلي المباراة الأخيرة في جدة، وشخصياً أتمنى أن يظفر الأهلي بلقب دوري «زين» ليس لأنني أهلاوي وأنا أحترم الأهلي، ولكن لأني أرى أن حصول هذا النادي على هذا اللقب سيكسبنا بطلاً وطنياً إضافياً يضاف للأندية الأبطال حالياً في السعودية، وهي أندية الهلال والاتحاد والشباب، أي أن مربع الأندية الذهبية السعودية سابقاً الذي أصبح مثلثاً ذهبياً بعد تراجع النصر سيعود مربعاً بانضمام الأهلي، وكم نتمنى أن ينضم الاتفاق ويعود النصر إلى صولاته وجولاته، ليصبح لدينا 6 أندية أبطال. ولكني في المقابل، أعتقد أن نادي الشباب هو الأقرب لحسب البطولة لصالحه والظفر باللقب، فهو النادي الوحيد الذي لم يتلقَ أية هزيمة هذا الموسم، وعطفاً على المستويات التي قدمها فهو الأحق، وبالتالي الأقرب لحسم لقب الدوري بعد غياب، والشباب هو الفريق السعودي الوحيد الذي يلعب مرتاحاً بعيداً عن أرضه وجمهوره، ولن يكترث لأرض المنافس ولا لزحف جماهير الأهلي العاشقة «الولهانة» التي تمني النفس بعودة الدوري ل«قلعة الكؤوس». وعلى صعيد مؤخرة ترتيب الدوري، هناك صراع مثير ومشتعل آخر بين التعاون والقادسية بعد أن حسم نادي الأنصار هبوطه مبكراً، وشخصياً أرى أن الفريقين لا يستحقان اللعب في دوري «زين» عطفاً على المستويات التي قدماها هذا الموسم، ولكن في اعتقادي أن القادسية هو الأقرب للهبوط، وهو من المفترض أن يكون هابطاً من الموسم الماضي، ولكن للأسف أن القائمين على هذا النادي لم يستفيدوا من هدية «لجنة الانضباط» التاريخية التي جاءتهم على طبق من ذهب وراح ضحيتها نادي الوحدة الذي يصارع حالياً في دوري الأولى. وبين القمة والقاع تبقى الإثارة مشتعلة، ولكني أقول مقدماً مبروك للشباب و«هارد لك» للأهلي، و«باي باي» للقادسية والأنصار، والله أعلم. [email protected] @hishamkaaki