أمر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الموجود حالياً في الولاياتالمتحدة الأميركية، بإزالة صوره الشخصية من مؤسسات وهيئات الدولة والحكومة والسلطات المحلية وكافة مؤسسات القطاع العام والمختلط والخاص، والميادين العامة والشوارع والمباني والمكاتب، في خطوة استباقية قبل أن يقرر احد سواه ازالتها، واستبدالها بصور نائبه المشير عبد ربه منصور هادي المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية اليمنية عشية الانتخابات المبكرة المقررة في 21 الشهر الجاري. وقال مقربون من الرئيس انه بالرغم من أن علي صالح لا زال محتفظاً بنفوذه في معظم وحدات الجيش التي يقودها ابناؤه وأبناء إخوته وأقاربه ومؤيديه، كما في معظم مؤسسات الدولة من خلال مسؤوليها المنتمين إلى حزبه «المؤتمر الشعبي العام» الذي أسسه قبل نحو 30 عاماً، إلا أنه يشعر برغبة اليمنيين في التغيير والإنتقال بالبلد من حال الفوضى وعدم الإستقرار وتفشي الاختلالات الأمنية والإقتصادية والفساد إلى الدولة المدنية، وبالتالي يحاول لملمة ما يمكن لملمته قبل أن تبعثره نوازع الرغبة الشعبية الجامحة. وفي هذا السياق علمت ال»الحياة» من مصادر مطلعة في صنعاء ان صالح ينوي العودة إلى اليمن قبل يوم أو أيام على موعد إجراء الآنتخابات الرئاسية المبكرة، للمشاركة في الإدلاء بصوته لخلفه في مشهد غير مسبوق في اليمن، ولرعاية حفلة رسمية يسلم خلالها مقاليد الرئاسة إلى هادي. وقالت المصادر ان قيادات في أحزاب «اللقاء المشترك» أبلغت السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرستاين قلقها من عودة صالح قبيل الأنتخابات، ومخاوفها من نواياه لجهة تمرير العملية الانتخابية، ونقل السلطة إلى نائبه في مثل هذه الظروف التي تشهد تجاذباً بين أطراف حكومة الوفاق الوطني، نتيجة انعدام الثقة وعدم قدرة الحكومة على إدارة شؤون البلد في ظل استمرار نفوذ صالح على المؤسسة العسكرية والأمنية. وفي حين أكدت المصادر نفسها ان فيرستاين لم يخف محاولات من قبل واشنطن لاثناء صالح عن العودة قبل الانتخابات، إلا أنه طلب من قيادات المعارضة عدم المبالغة في مخاوفها من عودته، وأكد دعم واشنطن لاجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة وتسليم السلطة بصورة هادئة في اليمن، بالاضافة إلى دعمها لهادي لقيادة البلاد في المرحلة الانتقالية.