شهدت العاصمة اليمنية صنعاء أمس تظاهرة أولى من نوعها طالبت برحيل العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس اليمني وقائد الحرس الجمهوري، وابن شقيقه عمار محمد صالح وكيل جهاز الأمن القومي (الاستخبارات)، وعدد من أقاربه في المواقع القيادية والأمنية. وشارك آلاف المحتجين المناوئين للنظام في التظاهرة التي دعا اليها «شباب الثورة» وجابت الشوارع القريبة من ساحة الاعتصام قبالة جامعة صنعاء. وطالب المتظاهرون بالاسراع في تشكيل مجلس انتقالي للحكم. وجاءت التظاهرة في اطار قرار بتصعيد الاحتجاجات ضد النظام، بعد أيام من لقاءين بين ممثلي احزاب المعارضة و «شباب الثورة» وبين نائب الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي الذي وعدهم بإحداث تغيير عميق بعد الانتهاء من مرحلة استعادة هيبة الدولة ووقف حال الانفلات الأمني، واتفق معهم على التهدئة الأمنية والسياسية والاعلامية. وكانت المعارضة اتهمت نجل الرئيس وأبناء أخيه وإخوانه بإفشال عملية نقل السلطة الى هادي، وقال الناطق الرسمي باسم أحزاب المشترك محمد قحطان أمس «ان تمسك الأبناء بالسلطة الوراثية أعاق المرحلة الانتقالية»، مشدداً على أن «الثورة لم ولن تعجز عن نقل السلطة إذا ما تعثرت الحلول التوافقية». تزامن ذلك مع مواصلة السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرستاين لقاءاته مع مختلف اطراف الازمة سعياً لتثبيت التهدئة وتوفير توافق يمنع اليمن من الانزلاق الى الفوضى وتحويله الى ملاذ آمن للجماعات الارهابية مثل تنظيم «القاعدة» الذي استولى مسلحوه وانصاره على مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية. والتقى فيرستاين في هذا الاطار قائد الفرقة الاولى المدرعة اللواء المنشق علي محسن الاحمر وبحث معه في الاوضاع الراهنة وسبل الخروج وآليات الانتقال السلمي للسلطة. وكانت المواجهات استمرت في ابين امس بين الجيش ومسلحي «القاعدة» وارتفعت حصيلتها الى عشرات القتلى ومئات الجرحى من الطرفين بعد سقوط نحو 25 قتيلاً ليل الاحد - الاثنين معظمهم من المسلحين.