تظاهر عشرات الآلاف من اليمنيين في صنعاء أمس مطالبين برحيل نجل الرئيس اليمني العميد ركن أحمد علي عبد الله صالح، قائد قوات الحرس الجمهوري، وابن اخيه عمار محمد صالح، وكيل جهاز الامن القومي (الاستخبارات) وبتشكيل مجلس انتقالي للحكم على الفور. وسار المتظاهرون الذين انضم اليهم مئات العسكريين المنشقين في شارع هايل التجاري القريب من ساحة الاعتصام امام جامعة صنعاء تلبية لدعوة «اللجنة التنظيمية لشباب الثورة السلمية»، ورددوا هتافات مثل «يا احمد ويا عمار، ارحلوا عن هذا الدار» و «ارفع صوتك عالي عالي واعلن مجلس انتقالي». وكان المتحدث باسم أحزاب المعارضة اليمنية محمد قحطان إتهم ابناء الرئيس اليمني واقربائه بعرقلة تنفيذ المرحلة الانتقالية، وقال في تصريحات أمس «ان تمسك الابناء بالسلطة الوراثية اعاق المرحلة الانتقالية»، مشدداً على ان «الثورة لم ولن تعجز عن نقل السلطة اذا ما تعثرت الحلول التوافقية». وفي هذا السياق بحث قائد الفرقة الأولى المدرعة اللواء علي محسن الأحمر المؤيد لحركة الإحتجاجات مع السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرستاين تطورات الأزمة الراهنة في البلاد وسبل الخروج منها وكذلك آليات الانتقال السلمي للسلطة. وذكرت مصادر مقربة من القيادي العسكري أن الرجلين ناقشا آليات انتقال السلطة وأهمية دعم القائم بأعمال الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي، حتى يتم تسليمه مقاليد السلطة ويمارس مهماته كرئيس فعلي، وهو ما فهُم من حديث السفير عن دعم وتأييد واشنطن لانتقال السلطة إلى نائب الرئيس. وأشارت المصادر الى أن اللواء الأحمر أكد للسفير الأميركي ان قوات الجيش بصورة عامة والقوات التابعة للفرقة المدرعة الأولى تقوم حالياً بمطاردة الجماعات المسلحة في محافظة أبين (جنوب) وهي عازمة على إخراجها من المحافظة، وان اليمن لن يقبل بأن يكون مرتعاً للجماعات المسلحة، موضحاً بأن حجم تلك الجماعات هو بلا شك أقل مما يروج له النظام وتروج له بعض وسائل الإعلام. وألمحت المصادر الى أن فيرستاين أكد حرص بلاده على الدفع باليمن نحو التغيير والانتقال السلمي للسلطة وفق آليات المبادرة الخليجية، وأن واشنطن وأصدقائها في حال تشاور دائم لاتمام هذه العملية في أقرب وقت وذلك لتجنيب اليمن المزيد من التدهور الأمني. الى ذلك قالت صحيفة «الأولى» اليمنية المستقلة أمس ان فريقاً من المحققين الأميركيين توصل إلى أن الهجوم الذي استهدف الرئيس علي عبد الله صالح وعدد من كبار مسؤولي الدولة والحكومة في الثالث من الشهر الجاري في مسجد دار الرئاسة بصنعاء تم بواسطة صاروخ أميركي متطور مخصص للاغتيالات. من ناحية أخرى ارتفعت بشكل كبير حصيلة عشرين يوماً من المواجهات في مدينة زنجبار بين مسلحي تنظيم «القاعدة» والجيش وبلغت عشرات القتلى ومئات الجرحى. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» أمس ان مواجهات ليل الأحد - الأثنين ونهار أمس تركزت في الضواحي الشرقية للمدينة واستخدمت فيها مدافع الميدان والطيران الحربي، وسقط فيها 25 قتيلا على الأقل معظمهم من المسلحين. وتزداد في هذا الوقت معاناة النازحين من أبين وضواحيها الى مخيمات إيواء خارج مناطق القتال، بسبب نفاد المواد التموينية التي قدمتها السلطات اليمنية وعدد من الجمعيات الخيرية، بالتزامن مع تأخر صرف رواتب العمال والموظفين في بعض المرافق الحكومية. وقالت مصادر في عدن أن مدير محطة التواهي لبيع الوقود المجاورة لمبنى التلفزيون تعرض لسطو مسلح وهو في طريقه إلى مبنى الشركة لتسليم مبالغ بيع الوقود. وكان مسلحون مجهولون هاجموا ليل الأحد - الأثنين نقطة تفتيش عسكرية تابعة للجيش تتمركز بجانب مبنى فرع البنك المركزي في عدن. وذكرت مصادر في عدن ان مدير امن المحافظة العميد غازي أحمد علي طلب من وزارة الداخلية الإستعانة بصورة عاجلة وواسعة بقوات الجيش لحفظ الأمن في المحافظة التي تشهد انفلاتاً أمنياً خطيراً، خصوصاً وأن المواجهات في أبين المجاورة قد تنتقل اليها.