لا يزال الوقت، اليوم، أبكر كثيراً من أن يسمح بمعرفة الأفلام التي سوف تعرض في شتى تظاهرات الدورة المقبلة لمهرجان «كان» السينمائي والتي ستقام بين السادس عشر والسابع والعشرين من أيار(مايو) المقبل. فثمة ما يقرب من شهر لا يزال يفصلنا عن الموعد الرسمي لإعلان أسماء المشاركين ولا سيما منهم أولئك الذين ستخوض أفلامهم المسابقة الرسمية التي يرأس لجنة تحكيمها هذه المرة المخرج الإيطالي ناني موريتي الذي سبق له أن شارك في مسابقات «كان» وفاز غير مرة. ولئن كان من المعروف عادة أن لجان الاختيار والتصفيات لا تنجز عملها إلا قبل أسبوع من موعد الإعلان، فإن العادة قد جرت على أن تبدأ التكهنات والتوقعات بالظهور قبل ذلك بشهر. وغالباً ما يكون الاعتماد في هذا على المواعيد المعلنة لبدء العروض التجارية في فرنسا على الأخص لبعض الأفلام، أو على «تسريبات» تكون صحيحة في معظم الأحيان...ثم في أحيان كثيرة على موعد إنجاز عدد من مخرجي «كان» أفلامهم. إذ هناك أسماء لا يمكن أن يفوت «كان» الحصول على أفلام أصحابها إن كان موعد إنجاز الأفلام قريباً من موعد المهرجان. انطلاقاً من هنا سنحاول في هذه العجالة أن ندلي بدولنا في لعبة التوقع فنشير على الفور إلى أن عدداً لا بأس به من المخرجين الذين اعتادوا أن يكون العرض الأول لأفلامهم في «كان» داخل المسابقة أو خارجها سيحضرون. ومن هؤلاء وودي آلن في جديده «نيرو فيدلد» وكين لوتش في «حصة الملاك» وميكائيل هانيكي في فيلمه الجديد والمنتظر بقوة «حب». وإلى هذا الثلاثي غير المفاجئ نضيف بالطبع فيلم والتر ساليس الجديد «على الطريق» المأخوذ من رواية جاك كيرواك الاستثنائية بالاسم نفسه والتي طبعت أدب البيتنكس في أميركا الخمسينات. ومن المعروف أن فرانسيس فورد كوبولا - الذي يحضر بدوره من خلال جديده «وينكست» - ظل يحلم طويلاً بأفلمة هذه الرواية قبل أن يتخلى عنها لساليس. من العروض المتوقعة أيضاً جديد دافيد كروننبرغ « كوزموبوليس» اضافة إلى العمل المنتظر بدوره الذي يعود به بول توماس اندرسون بعد سنوات من رائعته «ستكون هناك دماء» ونعني به فيلمه الجديد «السيد»، فيما يعود وانغ كار واي بجديده «السيد الكبير»...أما الافتتاح الذي جرت العادة أن يكون عملاً هوليوودياً ضخماً فربما يكون من نصيب الجزء الثالث من «رجال باللون الأسود»...أما المفاجأة الكبرى والتي ينتظرها كثر إنما بتحفظ وحذر فربما ستكون في عودة تيرنس ماليك للسنة الثانية على التوالي بفيلمه الجديد الذي يبدو أنه لم يعنون نهائياً بعد. ونعرف أن عنصر المفاجأة يكمن في أن ماليك الذي حصد في العام الفائت «السعفة الذهبية» عن رائعته «شجرة الحياة» معروف بقلة إنتاجه (5 أو 6 أفلام في أكثر من ثلث قرن) وها هو الآن مرتين متتاليتين في «كان». وفي المقابل ينتظر أهل «كان» توقعات أخرى قد يكون من بينها جدد مثل فيس كرافن في «مملكة مونرايز»، ومخضرمون مثل تيم بيرتون...أما بالنسبة إلى المشاركات العربية فالأرجح أن علينا أن ننتظر بعض الأيام الأخرى أو ...مواسم «كانيّة» مؤجلة!