صنعاء - رويترز - أعلن السلفيون في اليمن يوم الأربعاء (14 مارس) تشكيل حزب سياسي للمرة الأولى في تاريخ البلاد ودعوا إلى حوار مع الجماعات الإسلامية الأخرى مثل أنصار الشريعة والحوثيين. جاء ذلك خلال اجتماع للمؤتمر السلفي العام في صنعاء صدر في ختامه بيان ذكر أن المشاركين قرروا المشاركة في العملية السياسية من خلال تأسيس حزب. وقال عبد الله محمد الحاشدي عضو اللجنة التحضيرية إن المؤتمر قرر "إنشاء كيان سياسي منبثق عن هذا المؤتمر. اثنان.. تشكيل لجنة تحضيرية لاستكمال هذا الكيان السياسي." وجاء في البيان أن المشاركين في المؤتمر قرروا "تشكيل لجنة "لصياغة رؤية سياسية حول المرحلة الانتقالية التي يمر بها اليمن" لتقديمها خلال مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في مطلع الشهر المقبل. وأضاف الحاشدي "يوصي المؤتمرون بأن يكون مسمى الكيان السياسي اتحاد الرشاد اليمني وللجنة التحضيرية الحق في تغيير المسمى المقترح إن رأت ذلك." من جهة أخرى شارك آلاف السلفيين في مسيرة إلى مكتب النائب العام في صنعاء يوم الأربعاء للمطالبة بمحاكمة الرئيس السابق علي عبد الله صالح بتهمة قتل مئات المحتجين خلال الاضطرابات التي استمرت عاما ودفعت اليمن غلى حافة حرب أهلية. وتضمنت المبادرة الخليجية التي تنحى صالح بمقتضاها عن الحكم الشهر الماضي منحه حصانة من المحاكمة. لكن الكثير من اليمنيين يعارضون الحصانة ويطالبون بمحاكمة الرئيس السابق بتهمة قتل مئات المحتجين المناهضين لحكمه. وقال رجل من المشاركين في المسيرة يدعى محمد الصبري "نحن اليوم خرجنا باتجاه مكتب النائب العام لمطالبته باعتقال علي عبد الله صالح وأبنائه وأبناء أخيه لاتهامهم بمجزرة الكرامة لأنهم هم من قاموا بعملية مجزرة الكرامة وقتلوا نحو 60 شاب من شباب الثورة في الساحة في يوم 18 آذار (مارس) 2011." ولا يزال كثير من أفراد أسرة صالح وحلفائه يشغلون مناصب حساسة في الجيش وأجهزة الأمن الأمر الذي يزيد الشكوك في قدرة الرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي على الوقوف في وجههم وفي تنفيذ إعادة هيكلة الجيش التي نصت عليها المبادرة الخليجية. ونظم عدد من المنيات مسيرة أيضا إلى مكتب النائب العام حيث طالبن أيضا بمحاكمة صالح. وقالت يمنية تدعى حليمة العلايا "إننا لن نسكت على دماء الشهداء التي سالت في ذلك اليوم لأن الشهداء ما زالوا أحياء في قلوبنا ولن نسامح صالح ونطالب بمحاكمته حتى ولو لم يعد رئيسا لليمن." وأصابت الاحتجاجات المناهضة للحكومة البلاد بالشلل خلال معظم عام 2011 وأضعفت إلى حد بعيد سيطرة الحكومة المركزية على البلاد خصوصا في الجنوب. ويتهم خصوم صالح الرئيس السابق بتحريض المتشددين وتشجيعهم لنيل مساندة السعودية والولايات المتحدة اللتين استهدفتهما هجمات لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتمركز في اليمن.