احتشد آلاف المتظاهرين اليمنيين أمس الجمعة لدعم المحتجين، الذين ينظمون مسيرات من مدينة تعز جنوبي البلاد إلى العاصمة صنعاء، مطالبين بمحاكمة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وأركان نظامه. ويتوقع وصول المسيرة التي بدأت الأربعاء، ومرت شمالاً نحو محافظتي إب وذمار، في صنعاء اليوم السبت، وهي تهدف إلى إدانة الحصانة الممنوحة لصالح بموجب اتفاق نقل السلطة الذي جرى بوساطة خليجية. وشارك نحو ثلاثة آلاف شخص في المسيرة في تطور جديد في المظاهرات المناهضة للحكومة، التي بدأت ضد صالح في فبراير الماضي. وتنفّذ الأطراف السياسية الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه في الرياض في نوفمبر الماضي كما كان مقرراً، لكن المحتجين ما زالوا غير راضين عنه؛ حيث لا يزال أركان النظام السابق نشطين في المشهد السياسي. من جهة أخرى, اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) في اليمن أحزاب اللقاء المشترك «المعارضة» بعدم الالتزام بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي وقَّعها الجانبان في الرياض في ال23 من نوفمبر الماضي. مشيراً إلى أن المبادرة مهدَّدة بالسقوط إذا لم يتدخل سفراء الخليج والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لإلزام أحزاب المشترك على الوفاء بتعهداتها. وقال مصدر مسؤول في قيادة أحزاب التحالف الوطني (المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه) في بلاغ صحفي الخميس: إن وسائل الإعلام التابعة لتلك الأحزاب وكبار قياداتهم يطلقون التصريحات الرافضة للمبادرة والآلية التنفيذية وقرار مجلس الأمن، كما يمارسون التحريض والدعوات إلى رفضها. وأشار إلى عدم مغادرة المسلحين من عسكريين ومليشيات وعدم إزالة المتاريس والخنادق من الشوارع، وكذا عدم عودة كتل أحزاب المشترك إلى البرلمان. وأشار المصدر إلى أن قادة أحزاب المشترك يحركون أعضاءهم من المحافظات إلى صنعاء للاعتداء على البرلمان والمعسكرات والمنشآت الرسمية. كما اتهم المصدر أحزاب المعارضة بالسعي لإسقاط حكومة الوفاق برئاسة محمد سالم باسندوة، التي قال إنها «منعدمة أصلاً».