دعت روسيا الحكومة السورية و «المتمردين» إلى وقف «فوري» لأعمال العنف وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية ومبعوثي الأممالمتحدة إلى سورية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس بعد لقاء مع السفير السوري في موسكو بناء على طلبه «من الضروري أن تتوقف على الفور أعمال العنف من أي جهة أتت». وأضاف البيان أنه خلال هذا اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي ميكائيل بوغدانوف «تم التشديد على أن ثمة حاجة حيوية لحل المشاكل الإنسانية الخطرة» في سورية. وأوضح البيان أن الجانبين أعربا أيضاً عن دعم مهمة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية في سورية كوفي أنان، ومسؤولة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة فاليري أموس. يأتي ذلك فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان مسألة منح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الأسد ليست موضع بحث في روسيا، في اول تعليق له على الازمة السورية منذ انتخابه رئيساً لروسيا الاحد. ورداً على سؤال صحافيين هل إن روسيا يمكن ان تمنح اللجوء السياسي للأسد، قال بوتين: «نحن حتى لم نتطرق الى هذا الامر»، وفق وكالات روسية. وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قال في نهاية شباط (فبراير) إن بلاده على استعداد لمنح اللجوء السياسي لبشار الأسد لكن في امكانه ايضاً اللجوء الى روسيا. وطلب المرزوقي اثناء المؤتمر الدولي «أصدقاء سورية» الذي جمع 60 دولة في تونس «الحصانة القضائية» لبشار الأسد وأسرته وأشار الى لجوء محتمل للأسد الى روسيا. وأوضح حينها الرئيس التونسي انه يتعين التوصل الى حل مثل منح الرئيس السوري وأسرته وأعضاء نظامه الحصانة القضائية ومكان لجوء يمكن روسيا ان توفره. ومنذ انتخب بوتين تزايدت الدعوات لموسكو لتغيير نهجها حيال دمشق. وكتبت مجموعة الازمات الدولية في مذكرة في 5 آذار (مارس) ان «موسكو عامل رئيس بالنسبة الى النظام السوري وخسارتها تعني خسارة عامل اساسي يساهم في تحقيق التماسك الداخلي. ويعتقد ان المجتمع الدولي ما زال في حقيقة الامر مختلفاً بشأن آفاق تحقيق تغيير سياسي حقيقي». وتابعت المجموعة انه اذا تمكن كوفي انان من اقناع روسيا بدعم خطة للانتقال «فسيكون أمام النظام أن يختار بين الموافقة على التفاوض بنيّة خالصة أو مواجهة عزلة شبه كاملة من خلال فقده حليفاً رئيسياً». وأشار ديبلوماسيون ومحللون الى ان لدى الحكومة الروسية عقوداً بمليارات الدولارات لتوريد السلاح الروسي الى سورية، وأن هذا العامل، اضافة الى الاهمية الاستراتيجية للشرق الاوسط تجعل موقف موسكو معقداً من الازمة، فهي لا تريد حرباً اهلية في سورية، ولا تريد ايضاً خسارة حليف تاريخي. وأكد الخبير في الشؤون الروسية، دانيال تريسمان، خسارة روسيا مليارات الدولارات في حال سقط نظام الأسد، الأمر الذي يفسر موقفها. وأشار تريسمان، في تصريح ل «سي أن أن» الاميركية إلى ان سقوط نظام الأسد «يعني زوال الكثير من العقود التي تشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والعسكرية، وعلى رأسها عقود شراء الأسلحة الروسية، والعقود في مجال الطاقة، والتي تدر مليارات الدولارات سنوياً على روسيا». ويشير خبراء إلى أن روسيا خسرت 13 مليار دولار، على خلفية قرار الأممالمتحدة بقطع العلاقات التجارية مع إيران، وذلك للضغط على ملفها النووي. وأشار تقرير صادر عن مؤسسة اكسفورد للتحليل، الى ان حجم الصادرات العسكرية الروسية والتي شملت أسلحة ومعدّات إلى سورية بلغت نسبتها 6 في المئة من حجم التجارة الخارجية لها، الأمر الذي لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة الى عدد من الشركات الروسية، التي بلغ حجم استثماراتها قرابة 20 مليار دولار وعلى رأسها شركات الطاقة.