اكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا «لا ترتبط بأي علاقة خاصة مع سورية»، مبرراً استخدام موسكو حق النقض لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الامن الدولي بأنه موقف «مبدئي» في مواجهة وضع «حرب اهلية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى انه لا يستطيع القول ما إذا كان الرئيس السوري بشار الاسد سينجو من الازمة السياسية الراهنة وسيظل في السلطة ام لا. ومع تصاعد الضغوط على موسكو لتبني موقف اكثر تشدداً من الرئيس السوري، دعا بوتين نظام دمشق والمعارضين الى وقف لاطلاق النار، لكنه انتقد الغرب لدعمه المتمردين في هذا النزاع. وقال بوتين في مقابلة مع وسائل اعلام اجنبية امس: «ليس لدينا اي علاقة خاصة مع سورية. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات ولا نؤيد هذا الطرف او ذاك». وأضاف بوتين ان «المبدأ هو الامتناع عن تشجيع نزاع مسلح وحمل الاطراف على الجلوس الى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط وقف لاطلاق النار والحد من الخسائر البشرية». وتابع رئيس الوزراء الروسي ان «ما يجري هناك هو حرب اهلية. هدفنا هو ... ايجاد حل بين السوريين». وامتنع بوتين عن التعبير عن اي دعم لبشار الاسد، رداً على سؤال طرحه صحافي عن فرص الرئيس السوري في البقاء في السلطة مع الحركة الاحتجاجية التي اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 7600 قتيل منذ حوالى سنة، وفق ارقام الاممالمتحدة. وقال: «لا اعرف ولا يمكنني ان اطلق تكهنات من هذا النوع». وأضاف بوتين «من الواضح ان لديهم مشاكل داخلية جدية وان الاصلاحات التي عرضوها (النظام) كان يجب ان تجرى منذ فترة طويلة». وتابع رئيس الوزراء الروسي «لكن الآن يجب ان نقودهم الى وقف قتل بعضهم البعض». وعرقلت روسيا حليفة سورية منذ فترة طويلة، مع حليفتها الصين قرارين في مجلس الامن يدينان القمع الدامي لنظام الرئيس بشار الاسد، مما اثار غضب البلدان الغربية والعربية. ورأى محللون ان الفيتو الروسي يشكل تحذيراً من بوتين الى الدول الغربية بأن موسكو ستتبع سياسة خارجية حازمة اذا عاد الى الكرملين كما هو مرجح. الا ان بوتين رفض فكرة ان موسكو تنحاز لأي طرف في هذا الوضع الذي اعتبره «نزاع مدني مسلح»، واتهم الغرب بتأجيج الازمة عبر المساعدة على تسليح المتمردين وممارسة ضغوط على الاسد. وقال «اذا كنتم ستزيدون كمية الاسلحة (للمتمردين) وتعززون الضغوط على الاسد، فإن المعارضة لن تجلس ابداً الى طاولة المفاوضات». ورداً على سؤال لصحافيين رأوا ان العلاقات بين روسيا وسورية اقوى مما يتحدث عنه بوتين، قال رئيس الوزراء الروسي «لا اعرف حجم مبيعاتنا من الاسلحة لهم. لدينا مصالح اقتصادية في سورية لكنها على الارجح ليست بحجم مصالح بريطانيا او اي بلد آخر في اوروبا». وقال «اضافة الى ذلك، عندما اصبح الاسد رئيساً، زار اولاً فرنسا وبريطانيا ودولاً اخرى. وعلى حد علمي لم يأت الى موسكو الا بعد ثلاث سنوات على انتخابه». وكان بوتين كتب في مقال نشرته اواخر شباط (فبراير) احدى وسائل الاعلام الروسية تمهيداً للانتخابات الرئاسية الروسية غداً، اتهم الدول الغربية بالوقوف الى جانب المعارضة والتخلي عن نظام بشار الاسد وحذر من اي تدخل في سورية. من جهة اخرى، كشف بوتين في المقابلة نفسها ان روسيا حاولت اجلاء الفرنسية ايديت بوفييه الجريحة في سورية لكن العملية «فشلت» لأن الصحافية كانت «بين ايدي متمردين» في مدينة حمص. وقال بوتين ان «آلية ومروحية ارسلتا الى مكان ما في الحي (بابا عمرو) حيث تتواجه قوات الحكومة والمعارضة»، كما ورد في نص المقابلة التي نشرت على موقع الحكومة الروسية. وأضاف ان «هذه المروحية التي كانت تقل ممثلين عن الصليب الاحمر كانت مستعدة لنقل الصحافية الى لبنان او فرنسا»، موضحاً ان العملية لم تؤد الى نتيجة لأن الصحافية «كانت بين ايدي متمردين» يسيطرون على هذا الحي. وتابع بوتين ان روسيا كانت مستعدة حتى لارسال طائرة من وزارة الحالات الطارئة الروسية لاجلاء الصحافية الفرنسية.