تستعد صناديق التحوّط الدولية هذه السنة لتقاسم الأرباح، في حين يتوقع خبراء سويسريون أن يصل إجمالي أموال المستثمرين الدوليين فيها إلى 80 بليون دولار. وللمرة الأولى منذ عام 2007، الذي شهد إفلاس مصرف «ليمان براذرز»، تنتعش صناديق التحوّط مجدداً، خصوصاً بعد الضمانات الدولية التي تشير إلى أن هذه السنة ستكون زاخرة بالأحداث والأخبار الجيدة والأرباح، نظراً إلى حجم الأموال المستثمرة. وعلى رغم الاتهامات والانتقادات الموجهة إلى مديري صناديق التحوّط، المتهمة رسمياً بخوض مضاربات ضخمة ترمي إلى زعزعة الأسواق المالية الدولية، يرى كبار المستثمرين في هذه الصناديق مرفأ آمناً وجذاباً لأموالهم، بينما تشكّل ضرورة للمستثمرين المؤسساتيين وللبرامج الاستثمارية السنوية. وعلى الصعيدين السويسري والأوروبي، يتوقع خبراء زيادة لافتة في الاستثمار في صناديق التحوّط من قبل المصارف والجمعيات المصرفية وصناديق التقاعد، في حين يُستبعد حتى الآن التخلي عن هذا الاستثمار في ظل الأوضاع المالية غير المستقرة التي تترنح تحتها البورصات العالمية، والتي تُعتبر المقر الرئيس لصناديق التحوّط، فهذه الصناديق عبارة عن تكتلات من الشركات الصغيرة التي تتحرك بسرعة وسلاسة أكبر من المصارف، ما يخوّلها خوض مضاربات نزولية وصعودية. وبينما تميّز العام الماضي بالريبة والشكوك التي أثرت سلباً على أرباح الأسواق المالية، ستكون هذه السنة مناسبة جداً لصناديق التحوّط بما أن الرهان عليها، لا سيما من جانب المستثمرين المؤسساتيين، سيكون شديداً. ويُذكر أن الصناديق من بين الاستراتيجيات البديلة التي سيحاول المستثمرون الدوليون من خلالها الحفاظ على رؤوس أموالهم والدفاع عنها أمام الصعوبات المالية المقبلة. يذكر أن أداء الصناديق العام الماضي كان إيجابياً، إذ في حين تراجع مؤشر «أم أس سي آي يوروب»، الذي يقيس صحة بورصات أوروبا الغربية، 13.4 في المئة، نجح مؤشر «أتش أف آر»، الذي يرصد أحوال الصناعة العالمية الخاصة بصناديق التحوط، في حصر الخسائر ب4.83 في المئة فقط. ونجح المؤشر السويسري «كريديه سويس هيدج فاند ايندكس» في تقليص الخسائر إلى 2.97 في المئة، علماً أن الصناديق تمتنع عن إعطاء أي معلومات عنها إلى الشركات المشرفة على تنظيم أداء مؤشرات البورصات عندما يكون أداؤها سلبياً. وصحيح أن تزييف الحقائق عن أوضاع صناديق التحوّط يُعتبر عملية غير مستقيمة في حق المستثمرين، لكن لسبب يعجز الخبراء عن تحديده، ما زال الاستثمار فيها حلماً يساور المستثمرين الصغار، وضرورة للكبار منهم.