طهران، فيينا، لندن - أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلنت إيران أمس، أنها أوقفت بيع نفط للشركات الفرنسية والبريطانية، مستبقة حظراً فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد نفط منها، يُطبق في تموز (يوليو) المقبل. لكن طهران أبدت استعدادها ل «حفظ ماء وجه» الدول الست المعنية بملفها النووي، خلال استئناف المفاوضات بين الجانبين. وقال الناطق باسم وزارة النفط الإيرانية علي رضا نكزاد: «أوقفت الوزارة تصدير النفط الخام إلى الشركات البريطانية والفرنسية. قررنا أن نسلّم نفطنا لزبائن آخرين. لدينا عملاؤنا، ودرست إيران إيجاد بديل لهذه الشركات». وأفادت وكالة «مهر» بأن وزير النفط رستم قاسمي «أوعز إلى المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، بوقف صادرات النفط الخام إلى مصافي التكرير وشركات النفط الفرنسية والبريطانية»، مضيفة أن «شركة النفط الوطنية الإيرانية وجّهت رسائل إلى مصافي النفط الأوروبية، حددت فيها مهلة لإبرام عقود طويلة الأمد لبيع النفط الخام، تراوح بين 2 إلى 5 سنوات». جاء ذلك بعدما وجّهت إيران «إنذاراً» الأسبوع الماضي، إلى إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وهولندا واليونان وفرنسا، بقطع صادرات النفط عنها، رداً على الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي. لكن المفوضية الأوروبية أكدت أن قراراً في هذا الشأن لن يُحدث تأثيراً كبيراً، لأن الزبائن الأوروبيين في طور تغيير مزوديهم. وأعلنت أن لدى الدول الأعضاء في الاتحاد، مخزوناً من النفط يكفي نحو 120 يوماً. وتبيع إيران نحو 18 في المئة في المئة من نفطها، للاتحاد الأوروبي، ما يعادل نحو 600 ألف برميل يومياً. واستوردت فرنسا العام 2011، نحو 58 ألف برميل يومياً من الخام الإيراني، ما يغطي 3 في المئة من حاجاتها. لكن شركة «توتال» النفطية الفرنسية أوقفت شراء الخام الإيراني، فيما تراجعت بشدة صادرات شركة «رويال داتش» من طهران. صالحي في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي أن إسطنبول ستستضيف المفاوضات بين بلاده والدول الست المعنية (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) بملفها النووي. وقال: «سنشارك في هذه المفاوضات بروح إيجابية، ونأمل بإجرائها في أسرع وقت ممكن، وننتظر أن تعلن (الدول الست) ذلك». وأضاف: «نسعى إلى إيجاد آلية لتسوية الملف النووي، بما يحقق مصالح الجانبين. ندرك وضع الطرف الآخر الذي يريد الخروج منه مع الحفاظ على سمعته، ونحن مستعدون لمنحه إمكان حفظ ماء الوجه». وأعرب عن «أمله بأن تبدي الدول الست نيات حسنة في هذا الشأن». إلى ذلك، بدأت القوات البرية في «الحرس الثوري» مناورات «الفجر» في منطقة يزد وسط البلاد. وقال قائد هذه القوات الجنرال محمد باكبور إن هدف هذه التدريبات التي تختتم اليوم، هو «إظهار بعض قدرات إيران ومدى جاهزيتها في مواجهة أي تهديد محتمل من أعداء الثورة والوطن الإسلامي، وتعزيز قدراتها الدفاعية والردعية ورفع إمكاناتها لتنفيذ الخطط التكتيكية العسكرية الحديثة». منشأة فردو في السياق، أفادت وكالة «اسوشييتد برس» بأن إيران تنوي توسيع نشاطات تخصيب اليورانيوم في منشأة فردو المحصنة قرب مدينة قم، ما قد يعزز قدرتها على صنع سلاح نووي. ونقلت عن ديبلوماسيين أن إيران وضعت اللمسات الأخيرة لتركيب الآلاف من أجهزة حديثة للطرد المركزي المُستخدمة في التخصيب. لكن الديبلوماسيين أشاروا إلى أن طهران لم تبدأ تركيب أجهزة الطرد في المنشأة، والقادرة على التخصيب بنسبة 20 في المئة. وبعد ساعات على تقرير الوكالة، نقلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن ديبلوماسي أن إيران تستعد كما يبدو لتركيب آلاف أجهزة الطرد المركزي الجديدة، في فردو.