أوضح الروائي محمد المزيني أن الرواية السعودية «ما زالت مراهقة في ظل وصول بعضها إلى جوائز عالمية». جاء ذلك خلال محاضرة نظمها نادي تبوك الأدبي أخيراً بعنوان «اللغة في السرد الأدبي السعودي»، وأدارها الدكتور عليان الشامان. وتناول المزيني عدداً من التعريفات للغة السردية، إذ قال إن اللغة السردية هي اللغة «المتجاوزة للاستخدامات الطبيعية، فهي ليست مجرد أنظمة لنقل الأفكار إنما أكسية غير مرئية، تكسو أرواحنا وتسبغ عليها تعابيرها الرمزية، وهي مهيأة سلفاً لأن يصبح التعبير ذا دلالة غير اعتيادية». ولفت إلى اختلاف اللغة لدى الكتاب السعوديين، «فمنهم من يستخدم اللغة المباشرة واللغة الحديثة الصحافية، ومنهم من يستخدم اللغة الشعرية، ومنهم من يعتمد على اللغة الرمزية الإيحائية، والبعض يعتمد على اللغة الوصفية، وآخرون يحاولون التوصيل من خلال اللغة الوصفية». وقال إن من الروائيين السعوديين «من يتعمدون شحن لغتهم بكثير من المفردات القاموسية ليثبت تميزه»، مستشهداً ببعض الأسماء الروائية، وتحفظ على أخرى. وأثار المزيني نقاشاً حاداً حين ذكر أن الرواية السعودية «لا تزال مراهقة»، موضحاً أنه يقصد أنها ثرية «بالتجارب الفاشلة والناجحة، لذلك الروائي السعودي ليس كغيره من الروائيين العرب، لم يجرب حرباً، وليس لديه مجتمع مدني كامل، ويكتب أحياناً بمشاغبات مراهق يتلمس أقرب الحاجات إليه، لذلك تختلط لديه الرواية ما بين مذكرات وسيرة ذاتية وحكايات». وقال إن مرحلة المراهقة «ليست سيئة البتة، فستعقبها مرحلة النضج، وإن كان ثمة أعمال جيدة على قلتها». واعتبر المزيني أن رواية «رقصة أم الغيث» للكاتب عبدالرحمن العكيمي امتداد لعالم الروائي العربي الكبير عبدالرحمن منيف. وفي مداخلة لنائب رئيس نادي تبوك الأدبي محمد فرج قال إن المحاضر «لم يحدد ما هي لغة السرد، التي تجعل العمل ناجحاً في نظره»، متفقاً معه في أن العمل «الذي يطبع في المملكة، يجب أن يقرأ من نقاد أو جهات مختصة».