استضاف نادي أبها الأدبي ضمن إسهماته الثقافية في صيف أبها لهذا العام نادي تبوك الأدبي الذي نظم عدة فعاليات على مدى ثلاثة أيام .وقدم عضو نادي تبوك الأدبي الفعالية الأولى التي بدأت بكلمة ترحبية لرئيس نادي أبها الأدبي الأستاذ انور محمد آل خليل الذي رحب برئيس وأعضاء نادي تبوك الأدبي واكد على اهمية التعاون بين الاندية الادبية وقال إن هذه تجربة لنادي أبها الأدبي هذا العام مع نادي تبوك ويعقبه نادي جازان الأدبي وشكر لنادي تبوك تلبية الدعوة. بعدها ألقى الشاعر حسين أحمد النجمي قصيدة شعرية كانت محل إعجاب الجميع .ثم استهل اللقاء بمحاضرة للدكتور مسعد بن عيد العطوي بعنوان الاستشراق في شمال غرب المملكة .وشكر رئيس وأعضاء نادي أبها الأدبي على هذه الدعوة وعلى هذا التعاون المثمر ثم بدأ محاضرته قائلا:بعد أن كان العرب في معزل عن التقدم أو التطور حيث جعل هذا التخلف الغرب يتطلع إلى الشرق لانهم يملكون المطابع التي لايملكها أهل الشرق والمال فيما كان الشرق يعتمد على الكتاتيب والمدارس القليلة والجامعات النادرة والغرب استقر واستقر أمنه والشرق مازال مضطربا غير آمن وهذا في القرنين التاسع عشر والعشرين وهذا ماجعل الغرب يرنو إلى الشرق فانطلقت البعوث من المؤسسات الاستخباراتية والعسكرية ومن الجمعيات ذات الأهداف التعاونية وكان حظ الجزيرة العربيه منهم كبيروجمعوا الآثار والتحف والمسلات من الشرق وبعثوا بها إلى دولهم وهم بذلك حفظوا هذه الآثار وأوجدوا تلاقي الحضارات في مرحلة القرنين الماضيين .وقد تكاثر علماء المستشرقيين في القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين ومن المستشرقين من درس اللغة العربية وعكف علي دراسة مؤلفاتها واستشهد المحاضر بالأ كاديمي النمسوي الويس موسل بدراسته للاماكن العربيه ولكنه منحاز للتاريخ الروماني فهو يثبت الاستيطان اليهودي والنصراني فهو يربط الأسماء بالتاريخ الروماني والمعتقدات الدينية .وقال إن من يقرأ كتب موسل يدرك ان الممول له انما هم اليهود وهو ينتمي إلى العنصر اليهودي وقد جعل موسل الجزيرة العربية موطنا لليهود واستبعد أبناء اسماعيل بن إبراهيم في شمال الجزيرة العربية بل نقل اسماء الجبال في الطور وجعلها في مدين وجعل جبل الرب هو جبل اللوز الذي يقع جنوب مدين ومثله فلبي الذي الذي اعلن فقر تلك البلاد من النقوش اليهودية وهو يتميز غيظا اذا لم يجد ها.كما تحدث عن الرحالة المستشرق لورنس العرب وهو من اشهر المستشرقين المؤثرين في الأمة العربية فكان له دور كبير في التمرد على الأتراك واخراجهم من البلاد العربية بل هزيمتهم في العاصمة الكبرى دمشق .ومن المستشرقين في الجزيرة العربية هاري سنت جون المعروف بعبد الله فلبي وهو من أشهر المستشرقين في الجزيرة العربية وقد بقي ردحا من الزمن.وقد وجدت هذه المحاضره القيمة مداخلات من الحضور من الجنسين حيث تداخل كل من الأديبة عائشة الشهري التي تساءلت عن اثبات النقوش اليهودية وعضو نادي أبها الأدبي الدكتور عبد الرحمن المحسني الذي تساءل عن تأثر منطقة تبوك بالأدب العبري كما تأثرت الحجاز بالأدب المصري كما تساءلت هيله القحطاني عمايريد المستشرقون من اثبات وجود الآثار اليهودية عند العرب .فيما اكد الدكتور احمد فايع أن المستشرقين حفظوا لنا الاكتشافات في الشرق وتحفظ على لقب مستشرق على لورنس العرب . وتساءل محمد مفرج عن افتخار بعض الدول العربية بالثورة العربية فيما طالب الأديب مبارك المطلقة بأن نكتب تاريخا مهذبا من الشوائب وأن لانترك المستشرقين يكتبون تاريخنا على هواهم وقد ايده المحاضر حيث وجدت آثار عربية حسبها الرومان لهم . وبعد ذلك قدم مدير الحوار المحاضر من نادي تبوك مسلم بن فيج العطوي الذي حدث الحضور عن تبوك الارض والانسان بكل ماضيها وحاضرها حيث ذكر موقعها الجفرافي وحدودها الادارية وقال إنها تعتبر بوابة المملكة من ناحية الشمال الغربي ومعبر الزوار والحجاج القادمين من الدول الواقعة في شرق البحر المتوسط وشمال افريقيا وتتقاسم موقع رأس العقبة مع الأردن ومصر وفلسطين . وعن تسمية تبوك بهذا الإسم قال المحاضرإنها كانت معروفة قبل الإسلام وقبل غزوة الرسول صلى الله عليه وسلم والمعروفة بغزوة تبوك أوغزوة العسرة في السنة التاسعة للهجرة فهي معروفة قبل ذلك باسم (تباوا ) ومعناها المنطقة المنعزلة واشتهرت بعد غزوة الرسول عليه السلام وقد قال عليه السلام" ستاتون غدا عين تبوك" وهذا دليل على الاسم ثم ذكر المحاضر تضاريسها من سهول وتلال ونسيج السكان الذين يبلغون سبع مائة ألف نسمه وهم بنشاطات مختلفة ويرتبط بتبوك الادارية خمس محافظات وهي املج –الوجه-ضباء- تيماء -حقل وعشرة مراكز وتحدث عن المقومات السياحية في منطقة تبوك بما تميز به من الآثار المتعددة ومن الآثار مسجد الرسول أومسجد التوبة وقلعة تبوك الاثرية ومحطة سكة حديد الحجاز وحسمي الواقعه غرب تبوك ووادي ضم وقلعة ذات الحاج ومحطة الخط الحديدي وآثار روافه، وقلعة الأخضر وقلعة المعظم وقرية الأثري وجبل اللوز كما عدد الآثار في المحافظات ومنها قصر الملك عبد العزيز بحقل وتحدث عن الآثار الصناعيه بعضها الى القرن السادس قبل الميلاد. كما تحدث عن تبوك الحديثة وما شملها من النهضة العمرانيه والزراعية والصحية والتعليمية والبنى التحتية من طرق وهاتف وكهرباء ومياة وقال إن مافيها تصديقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان في تبوك إذ قال "يوشك يامعاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ماههنا قد مليء جنانا" وفي المحاضرة الثالثة من اليوم الأول تحدث عضو مجلس الإدارة المهندس محمد فرج العطوي عضو مجلس الادارة بنادي تبوك الادبي عن التراث الشعبي في منطقة تبوك فقال:التراث الشعبي يشتمل على المغنى او الفلكور إن صحت تسمية كل مايغنى أو يؤدى بصفه جماعية تراثية فلكلورا.والفلكلور إذن صدي الماضي عبق التاريخ وهو عشق الشعوب وديمومتها والمعبر عن هويتها . ثم تحدث عن الألوان في منطقة تبوك (الدحه-وألوانها والرفيحي واللال والهجيني والزريبي وقد دعم هذه الاالوان بعرض حى اعجب به الحضور وقد حدد مكان كل لون حسب طبيعة اقامة السكان.وفي الليله الثانية أحيا نادي تبوك الأدبي في قاعة الملك فهد للمحاضرات الفعالية الأولي بمحاضرة لرئيس نادي تبوك الأدبي الاستاذ الدكتور عيد مسعد العطوي وكانت بعنوان (إطلالة على حركة الشعر في تبوك) وأدار الحوار عضو النادي الادبي بتبوك الدكتور احمد بن حسين عسيري حيث قال في البدايه شكرا عسير أميرا وأبها ثقافة وفكرا وقال إن الشعر يشكل تلاحما بين فئات الشعب في المملكة وتبوك جزء من كيان هذا الوطن وقدم الضيف وانتاجه الأدبي وحياته الوظيفية . وبدا المحاضر فقال إن تبوك كانت حافلة بالشعر في العصر الجاهلي والاسلامي شعر بني عذرية وجمع في الأردن حديثا ومن الشعراء عروة ابن حزام ووجد قبله النعمان بن المقرن مات عام 35ه وجميل بن معمر وكثير بن عزه وقد اثر غياب التعليم في الجزيرة العربية بعد ان كانو رواد وشعراء . ثم أشار المحاضر إلى أثر كثير من المعلمين الذين اثروا الحركة الشعرية في تبوك واثروا على ابناء المنطقة واستشهد بنماذج شعرية مما ذكره هؤلاء الشعراء في تبوك وممن استشهد بهم الاستاذ محمد الشنقيطي وعبد الجبار الزيدي ومن الشعراء المؤثرين في تبوك العميد سليمان المطلق والشاعر مسلم فريج الذي قال شعرا أمام الملك خالد والملك فهد رحمهما الله والملك عبد الله وسمو ولي العهد الأمير سلطان ويعتبر شاعر الزراعة في المملكة العربية السعوديه ولاأحد ينافسه في عدد القصائد ومن الشاعرات الشاعرة هيام حماد العطوي وهي من اهل تبوك ولها ديوان شعر، والشاعرة فاطمة القرني وقد كتبت كثيرا عن تبوك ومن الشاعرات الدكتورة شريفة أبو مريفة واستشهد بقصيده رائعة للشاعرة.وقال المحاضر إن الشعراء في تبوك يمارسون الشعر بكل مدارسه كما وصف الشاعر غرامه العمري بشعره الغامض ومعاصرة الدكتور نايف الجهني وقدم نماذج اخرى للشعراء الذين تغنوا في تبوك ودلل على بعض الشعراء الذين خطفهم الشعر من تخصصهم أمثال الشاعر المهندس الزراعي محمد المسلم مثل ما كان يحدث للدكتور علي محمود طه وغيرهم وقد وجدت المحاضره مداخلات متعددة من الحضور بدأها الأديب مبارك المطلقه حيث اعجب بابيات للشاعر كثير عزة كما ابدي اعجابه بالمحاضرة كما تساءل الشاعر والاعلامي احمد التيهاني عن مصادر الشعر في تبوك من بداية العهد السعودي وما كتب في الصحف القديمة والمجلات مثل البلاد السعودية والمنهل كما كتب عن مناطق أخرى مثل القصيم والاحساء والرياض وجازان وعسير وقد ظهر أثر المكان في الشعر ّ.وتساءل الاعلامي مرعي ناصر عسيري عن سيطرة الأدب الشعبي في تبوك وهو الأقدم في الشمال قبل الفصيح ، كما تساءل الدكتور قاسم أحمد عن السبب في عدم ذكر حركة الشعر من العهد الأموي وحتى العهد السعودي .كما انتقد الدكتور عبد الرحمن المحسني ماذكره المحاضر عن شعر الحداثه فقال إن شعر الحداثه خدم كثيرا من القضايا ومنها القضية الفلسطنية . وبعد المحاضرة اقيمت امسيه شعرية ماتعة ورائعه للشعراء محمد بن فرج العطوي والشاعر مسلم بن فريج العطوي والشاعر علي بن محمد ادم وأدارها الدكتور احمد حسين عسيري وبعد تقديم رائع لمدير الأمسية بدأالشاعر مسلم بن فريج العطوي بقصيدة عنأبها بعنوان (أم البهاء) ابها اتيتك عاشقا فتجملي وخذي مكانك في الحشا وتدللي إني اتيتك بالهوي مترنماً أحدو ركابي من أقصي الشمالِ أم البهاء أتيت نحوك جهرة ً ماجئت حبو للهو بتسللِ ثم قصيدة الجنوب للشاعر علي محمد ادم ومما قال فيها: الجنوب نفوس مهذبة عطرها الحبُ في ودها احتفال ثم قصيدة نخب المداد للشاعر محمد بن فرج العطوي وفي الجولة الثانية قدم الشاعرمسلم العطوي قصيدة عن التقاعد قدم فيها صور مابعد الحياة العملية ثم قصيدة عن حماة الوطن من الشعر العمودي للشاعر علي ادم ثم قصيدة الأغنيات المقيمة للشاعر محمد العطوي قال فيها: وهل يورق الشوق الاعلى ضفة البعد هل يبلغ الحب غايته دون هذا العناء المدجج بالجوع والظماء الآدمي إلى شهقة الانتهاء ثم قصيدة جليس وهي من الشعر الساخر للشاعر مسلم بن فريج اعقبه الشاعر علي آدم بقصيدة عمودية حيا فيها حماة الوطن ثم قصيدة عن الوطن للشاعر محمد فرج ، ثم تواصلت الامسيه بقصيده من شعر الهزل للشاعر مسلم بن فريج ثم ربيع الصبا وعن العراق وحاله وحدثيني وعتاب للشاعر على آدم وغلب الشوق للشاعر محمد فرج يقول فيها يحمل الشوق أمنياتي بعيدا عنك ياضفة المرام الوحيدة وختم بقصيدة رائعة ألقاها أمام الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير.و قال الأديب مبارك المطلقة إن الأمسية رائعة وسمعنا الشاعر الهجاء مسلم فريج ونقاء البداوة والبادية في شعر محمد فرج وعلي آدم ينهل من بحر متلاطم من الشوق والحب. وفي اليوم الثالث من فعاليات نادي تبوك الأدبي في نادي أبها الأدبي كانت محاضرة عن السرد في منطقة تبوك (القصة القصيرة –الرواية) لكل من الدكتور احمد حسين عسيري والأستاذ احمد سليم العطوي وإدارة الأستاذ علي محمد ادم حيث تحث في البداية الدكتور احمد حسين عسيري والذي قدمه علي ادم بأنه المكافح الذي بدا جندياً لايقرأ ولايكتب وكافح حتى حصل على شهادة الدكتوراه .ثم تحدث الدكتور احمد حسين عسيري عن القصة القصيرة في تبوك نشأة وتطورأ وقال:تبوك جزء من المملكه العربية السعودية والمملكة جزء من المنظومة الدولية فتحدث عن القصة ببدايات القصة العالمية ثم بدايتها في السعودية بدا من روادها مثل محمد حسن فقي – وحمزه شحاتة وعزيز ضياء وحسين سرحان . وفي تبوك ظهرت أول قصه موثقه في عام 1990م للقاص عالي عبد الفتاح سعيد بعنوان (الولوج الي ثقب الإبرة) ثم قصة (فراشة تحوم حول الشعلة) والتي كانت عام 1402ه ومع قيام نادي تبوك صدر كتاب الاتجهات الفنية للقصة القصيرة في المملكه العربية السعودية للدكتور مسعد العطوي ثم صدرت مجموعتان عن القصة القصيرة من نادي تبوك عام 1419ه ثم مجموعة لغة الآخر لعلي ادم وللدكتورة عائشه الحكمي في ركن عينيه قررت أن أحب ومجموعة النوارس للدكتور احمد حسين عسيريصدرت من نادي تبوك عام 1431ه ثم استعرض اصدارات مشتركة للعديد من القاصين من نادي تبوك لاثنين وعشرين قاصا وقاصة وقال إن دوريات النادي (افنان ،وضفاف ،وحسمي ) تضم ضمن اعمالها إنتاجا قصصيا لمبدعي تبوك.وقد تحاور مع المحاضر عدد من الحضور والحاضرات منهم الأديب مبارك المطلقه الذي طالب بخروج القصة من التقليدية والدكتور عبد الحميد محمد وهيله القحطاني التي كانت تسأل عن مشاركة المرأة في تبوك في هذا الأسبوع الثقافي. وتحدث الأديب والكاتب الروائي أحمد سليم عن الرواية في تبوك بعنوان صورة تبوك في الرواية المعاصرة، فقال: حضرت الرواية في تبوك في خمس روايات شملت تبوكالمدينة والقرية والمنطقه وقد حلل هذا لروايات بعرض شيق وذكر الخمس الرويات عن تبوك وهي البلدة الأخرى للروائي المصري ابراهيم عبد الحميد -الحدود للروائي الدكتور نايف الجهني -ورواية الدود للوائي علوان السهيمي -لااحد في تبوك مطلق البلوي ورقصة ام الغيث للروائي عبد الرحمن العكيمي .وقد تساءلت معه عضوة نادي أبها الأدبي عائشة الشهري فقالت إن ماسمعته كان اغلبه يتحدث عن حالة عمار وليس عن الشمال كما علق على المحاضرة الدكتور محمد أبو ملحة والدكتور عبد الحميد محمد.وختم اللقاء الشاعر محمد فريج بقصيدة مهداه إلى أبها.الجدير بالذكر أن الناديين أقاما معرضا مشتركا لاصدارهما واستفاد منها الكثير من الرواد مجانا.