انهالت عبارات ذات طابع هزلي وجاد على حد سواء، بين شباب السعوديين من كلا الجنسين بدأوا يستقبلون عامهم الجديد بحافز يشجعهم على الالتحاق في ركب الوظائف المطروحة في سوق العمل، تزامناً مع بدء تسليمهم إعانة «حافز» التي أقرها المقام السامي قبل نحو عام للباحثين عن العمل لحين الحصول على وظائف، وذلك بإشراف لجان بعد أن تم حصر حاجة القطاع الخاص، وصدور تعيينات من القطاع الحكومي في مجالات التعليم والصحة ومجالات أخرى. في إحدى الملتقيات التي نظمت في شرق السعودية للتسجيل للوظائف، حاول الشباب الهروب من واقع الوظيفة بعد الاطلاع عليها، لتدني الرواتب وطيلة ساعات الدوام، وحاول القائمون على الملتقى التوصل إلى حل مع الشركات، لقبول أكبر عدد ممكن، وبعد مفاوضات استمرت أياماً عدة، قبل 400 شاب من بين أكثر من 1000 طالب عمل. ورفضت النسبة الأعلى العروض الوظيفية ل «عدم تناسبها». واعتبر طالبو عمل أن الفرص المتاحة «لا تتناسب مع مؤهلاتهم ولا حتى طموحاتهم». إبراهيم نايف، (طالب عمل، مؤهل ثانوي) يرى أن «حافز» قد يخلق «أجواء مشحونة في بيئة العمل، لأنه قد يكون إرغاماً، وفي الوقت ذاته، الفرص متاحة وبإمكاننا التطور بعد التدريب والتعلم للوصول إلى وظائف من الدرجة الأولى بدلاً من الوظائف التي أرى أنها درجة ثالثة، ويمكن تصنيفها بأنها بسيطة». الأمل الذي يعتري إبراهيم يفتقده شباب ذوو طموح في المناصب الإدارية. سارة سالم تفاجأت بأن الوظيفة الذي تنتظرها هي موظفة استقبال في مستوصف: «أعمل موظفة استقبال، ومعي شهادة بكالوريوس إدارة أعمال، وخضعت للتدريب من خلال التحاقي بدورات إلا أن عدم توافر الخبرة حفز على ترشيحي لموظفة استقبال، وهذا ما اعتبرته إجحافاً بحقي». لم تكتف سارة بهذا الرد، إذ أكدت لإدارة مكتب العمل أن برنامج «حافز ليس لإلحاقنا بأي نوع من الوظائف، وإنما لإلحاقنا بالوظائف ذات المسميات التي تناسبنا، وليس بما يتناسب مع مؤهلاتنا وخبراتنا». الباحث عن عمل عبدالله هلال الذي عرضت عليه أكثر من فرصة عمل، ليقع الاختيار على موظف إداري، تسلم عقد الوظيفة، وهو غير راض عنها، ويربط بين «تسلم الإعانة الشهرية وهي ألفا ريال، وتوقفها في حال الحصول على عروض وظيفية عدة ولم يقبلها طالب العمل، هنا تكون نفذت الفرص ولم يبق لنا سوى شبح البطالة يخيم من حولنا، لذا لا بد من الانصياع للواقع حتى لو كان أليماً وذا مزايا غير مغرية مادياً على رغم صعوبات الحياة وتعدد مطالبها». هلال الذي وقع حبيساً لعمل غير مرغوب بالنسبة إليه، يتخوف من عدم الاستمرار فيه، فيما ترى الباحثة عن عمل روان المري أن «العروض الوظيفية المطروحة لا تتناسب مع المستويات العلمية، ولا توجد فرص لمن يحملون شهادات علمية عليا بتخصصات متنوعة، فكل شي قسمة ونصيب وحظ أوفر لمن لا يتعلم ولا يتدرب».