أي إصلاح؟ تعليقاً على مقابلة «الدابي ل «الحياة»: جئنا لحقن الدماء ودليل صدقيتنا أننا لم نعتِّم على تصعيد العنف» (الحياة 30/1/2012). النظام لا يريد أن يقدّم الحرية للشعب والدليل أنه في بداية الانتفاضة المباركة رفع حالة الطوارئ وعدّل قانون الضابطة العدلية بحيث أصبحت تستطيع اعتقال المواطن من دون تهمة لمدة 60 يوماً، إضافة إلى تشديد عقوبات التظاهر والتجمهر حنى أصبح بإمكان أي شرطي أن يتهم أربعة أشخاص في مكان عام، بالشغب فقط إذا ارتفعت أصواتهم. كما هاجم جميع المعارضين وراقب الإنترنت، كذلك شن ويشن حملة شعواء على المعارضين ابتداء من اتهامات تمس الشرف إلى تخوينهم، فأي إصلاح يتحدث عنه هذا النظام. وأخيراً ارتكب هذا النظام حماقة رفع أسعار بعض المواد مدعياً ضعف الاقتصاد وارتفاع التكاليف ثم اشترى مقاتلات عسكرية ب360 مليون دولار... كان على النظام أن يدفع لنا حقوقنا ولا يرفع الأسعار بدل أن يشتري سلاحاً لقتل السوريين فعن أي إصلاح يتحدث؟ عليهم الرحيل. سامر شريف تقصير علمي تعليقاً على خبر «تحطم طائرة عسكرية من دون طيار خلال اختبار للجيش الإسرائيلي» (الحياة 29/1/2012). ربما كان تحطم طائرة إسرائيلية من دون طيار قد تسبب بخسارة إسرائيل إحدى طائراتها أو بالأحرى إحدى وسائلها العالية التقنية التي تستطيع من خلالها إلحاق الضرر بأعدائها. ولكن إذا نظرنا إلى الوجه الآخر للموضوع، نرى أن إسرائيل وجهت رسالة إلى العالم مفادها أن لديها من التكنولوجيا ما يؤمن لها بقاءها صاحبة السبق من حيث قوتها العسكرية في المنطقة. يأتي هنا دور الدول العربية التي لا تدخل عالم التكنولوجيا أو تحاول سبر أغوار العلم والتقدم على رغم امتلاكها الكثير من مقومات التقدم العلمي. ليتنا نشعر بالغيرة ويتحرك فينا شعور التحدي... فادي عثمان وجع الجميع تعليقاً على مقال حسان حيدر «ديبلوماسية موجعة» (الحياة 26/1/2012). لا أظن أن من انتقد مبادرة الجامعة العربية كان متسرعاً، بل كان نافراً من النهج التقليدي المقيت الذي سيوصلنا في كل حال إلى ترك الأجنبي يدير شؤوننا. فهذا الجهد الديبلوماسي المتدرج (والفاعل كما يراه الكاتب) استهلك الوقت على لاشيء من الخير بل على الشر في المزيد من هدر الدم، ففي كل الأحوال هو سيذهب للأجنبي كي يفعل بنا، وأبداً لن يأتي لقومه ينصرهم بنفسه. وطبعاً كل أطراف الحراك الديبلوماسي يتوجعون وسيتوجعون من ظاهرة: حتى أنت يا بروتوس. فكل طرف سيتوجع من غدر أقرب طرف له، فمثلاً روسيا مهما تعنتت فإنها أخيراً ستدير ظهرها لحليفها عند أول ابتسامة أميركية في وجهها تبدو جذابة لها، حتى لو كانت خادعة. وختاماً كل ولي أمر يستقوي بالأجنبي ضد شعبه سيهلك عاجلاً أم آجلاً لأن الشعب مهما دفع من أثمان مضاعفة فهو من سيبقى. أيمن الدالاتي في الصميم تعليقاً على مقال غسان شربل «خط جديد للزلازل» (الحياة 26/1/2012) معجب منذ زمن طويل بمقالات غسان شربل ولكن هذا المقال في الصميم وبخاصة لمن يريد دفن رأسه بالتراب ويدعي عدم وجود خلفيات وعواقب طائفية للأزمات في سورية ولبنان والعراق والبحرين... جملة لوليد المعلم لفتت انتباهي حول البيوت الزجاجية التي تركها المستعمر في دولنا وهو يهدد بإذكاء نار المذهبية بذلك في شكل غير مباشر. بسام الخوري أخطاء الحكّام تعليقاً على مقال جميد الكفائي «التقارب العراقي - الكويتي ليس ترفاً بل ضرورة اقتصادية» (الحياة 25/1/2012) الشعوب تقع دوماً ضحية حماقات الساسة وغبائهم. وهذا بالضبط ما حصل إبان قيام صدام حسين باجتياح الكويت وترويع أهلها، فما الذي جناه صاحب وثيقة «الإعلان القومي» وما الذي حصده الشعب العراقي طوال عشرين عاماً أو أكثر سوى الحروب العبثية وتدمير بناه ومرتكزاته الحيوية، ناهيك بالحصار المؤلم وتفكك نسيجه الاجتماعي والانحدار في القيم والأخلاق التي نعيش نتائجها اليوم، وفوق هذا وذاك كراهية شعوب عربية عدة لكل شيء عراقي... ربما مقالتك هذه كمن يضع الملح في الجرح، لكننا في حاجة فعلاً إلى صدمات كهربائية تعيد إلينا اليقظة والتنبه لحال الأمة وسبل إنعاشها وتحريرها من عقد الماضي وأدرانه المختلفة. نافع الفرطوسي