في خطوة تعكس خشية أميركية من تردي الأوضاع الأمنية في دمشق، أكد مسؤول أميركي ل»الحياة» أن ادارة الرئيس باراك أوباما «تدرس امكان اغلاق سفارتها» في سورية على رغم «عدم وجود قرار نهائي في هذا الشأن»، وأنها تنتظر رد الحكومة السورية على طلب أميركي لتعزيز الاجراءات الأمنية في محيط السفارة. وأوضح المسؤول في الخارجية الأميركية ان المخاوف من «الدواعي الأمنية» تركز بمعظمها على عمل أمني يستهدف السفارة والتي كانت سابقاً عرضة لتظاهرات عنيفة من قبل موالين للنظام لحقها اعتداء على موكب السفير الأميركي روبرت فورد في أيلول (سبتمبر) الماضي. واذ أشار المسؤول الى أنه «لم يتخذ بعد قرار نهائي في هذا الشأن» نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن محادثات بين الادارة الأميركية والحكومة السورية لزيادة الحماية الأمنية في محيط السفارة، واعتبرت أن «السفارة سيتم اغلاقها» في حال عدم توفير الجانب السوري الحماية المطلوبة. وأشارت الصحيفة الى أن واشنطن ستخلي جميع موظفي السفارة في حال عدم الوصول الى اتفاق مع الحكومة السورية نهاية الشهر. وأوضحت الخارجية الأميركية في بيان رسمي أنها طلبت من الحكومة السورية «اتخاذ اجراءات أمنية اضافية وأن الحكومة السورية تدرس هذا الأمر»، ولفتت الى أنه «في حال عدم اتخاذ الاجراءات الملموسة في الأيام المقبلة فلن يكون أمامنا أي خيار غير اغلاق البعثة». وقال المسؤول الأميركي ل»الحياة» أن السفير روبرت فورد موجود في سورية حالياً، مؤكداً على المخاوف من الوضع الأمني، وخصوصا بعد التفجيرين الأخيرين في العاصمة السورية واستمرار دوامة العنف حول سورية. وكان انتحاريان (أ ف ب) هاجما بسيارتيهما مركزين لأجهزة الامن في دمشق في 23 كانون الاول (ديسمبر) الماضي ما أدى الى مقتل 44 شخصا. واتهمت السلطات السورية تنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء العملية بينما اتهمت المعارضة النظام بها. كما ادى هجوم انتحاري في حي الميدان في دمشق، نسبته السلطات الى ارهابيين ومعارضين، الى سقوط 26 قتيلا على الاقل معظمهم من المدنيين، في السادس من كانون الثاني (يناير) الجاري. واتهمت المعارضة السورية النظام «بالوقوف وراء منفذي» الهجوم. وكانت واشنطن أغلقت الشهر الماضي المدرسة الأميركية في دمشق، وقررت الخارجية الاميركية في 11 كانون الثاني خفض عدد افراد الطاقم الديبلوماسي العامل في سفارتها في سورية خوفاً على سلامته. وحذرت الخارجية الاميركية يومها الرعايا الاميركيين في سورية من ان قدرة السفارة في دمشق على تقديم المساعدة الطارئة لهم باتت «محدودة للغاية ويمكن ان تحد اكثر بسبب الوضع غير المستقر من الناحية الامنية». وكانت تلك الخطوة الثانية من نوعها بعدما قررت واشنطن في تشرين الاول (اكتوبر) تقليص طاقم سفارتها في دمشق ومنعت افراد عائلات الباقين منهم من البقاء في سورية. وعاد السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد الى سورية في كانون الاول (ديسمبر) بعدما غادرها فجأة في نهاية تشرين الاول بسبب تهديدات لأمنه. من جهة اخرى، اعلنت الولاياتالمتحدة انها تسعى للتأكد من معلومات حول اعتقال مواطن أميركي يدعى عبدالقادر الشعار في مدينة حلب، شمال سورية في الثامن من الشهر الجاري. وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين: «وردتنا معلومات عن اعتقال المواطن الاميركي عبدالقادر الشعار في حلب في الثامن من كانون الثاني». واضافت: «اجرينا اتصالات بالسلطات السورية وطلبنا تأكيد هذا الاعتقال، وكذلك الاتصال القنصلي به، لكننا لم نتلق اي رد حتى الآن». والشعار (22 عاماً) ولد في ولاية نيويورك ثم انتقل مع والديه الى حلب عندما كان طفلاً، كما ذكر عمه سام الشعار لشبكة «سي ان ان» الاميركية. واضاف المصدر نفسه ان عبدالقادر الشعار يدرس الطب في جامعة حلب واوقف في 8 الشهر الجاري لكن السلطات لم تذكر اسباب اعتقاله.