تعيش أم بدر وأبناؤها التسعة (أربعة أولاد وخمس بنات، إحداهن مُطلقة)، حالاً من القلق والخوف من التشرد، بعد تلقيهم تهديداً بالطرد، من مالك العمارة التي يقطنون في إحدى شققها بالرياض. وتفاقمت مشكلة الإيجار بعد أن قرر المؤجر تسلم الإيجار كل عام، بدلاً من كل شهر، ما جعل المبلغ المستحق يتراكم طوال عشرة أشهر، حتى بلغ أكثر من 20 ألف ريال. وكان زوج أم بدر التي يبلغ عمرها نحو (50 سنة) هجرها منذ نحو ثلاثة أعوام. وتقول: «تخلى عن مسؤولياته الأسرية وظل عاطلاً عن العمل، وبعدها فاجأنا وفاجأ الجميع بزواجه بامرأة أخرى، وتطور الأمر إلى درجة أنه لم يعد يهتم بي أو بأبنائه، حتى لو رآنا ننام في الشارع». وتبدي الزوجة قلقها على بناتها، بسبب تهديدهم بإخلاء الشقة التي استأجرها لهم أحد فاعلي الخير قبل سنوات، متسائلة: «أين نذهب لو أصر صاحب الشقة على السداد ولم نستطع توفير المبلغ أو جزء منه؟». وتضيف: «نعيش ظروفاً مادية صعبة ونعتمد في المصروف على مساعدة الضمان الاجتماعي لابنتي المُطلقة، فيما يستحوذ زوجي على المساعدة المقطوعة التي تصرفها لنا وزارة الشؤون الاجتماعية كل ثلاث سنوات»، لافتة إلى أن مساعدة الضمان «لا تتجاوز 850 ريالاً، إضافة إلى مساعدات المحسنين وبعض من نعرفهم من ميسوري الحال». وفاقم مرض السكر الذي أصيبت به أم بدر من معاناتها، إضافة إلى معاناة أسرتها من العوز، الذي يعود بالدرجة الأولى إلى عدم إكمال أي من أبنائها أو من بناتها تعليمهم، «لم تستطع بناتي إكمال تعليمهن الدراسي، عدا واحدة حصلت على الشهادة الجامعية منذ نحو عامين، لكنها لم تحصل حتى الآن على وظيفة»، معيدة السبب في ذلك إلى عجزها عن توفير تكاليف التعليم. وتلفت أم بدر إلى أن أصغر أبنائها يبلغ نحو ست سنوات، فيما يبلغ أكبرهم نحو 20 عاماً، أما كبرى بناتها فتبلغ نحو 25 عاماً، مؤكدة أن ابنها الأكبر «لم يكمل تعليمه، فيما الولد البالغ 19 سنة مُلتحق بصفوف التعليم المسائي، ولدي آخر لم يقبل في المدرسة بسبب معاناته من صعوبات التعلم، لذا فإن أياً منهم لم يقطع شوطاً يُذكر في التعليم».