تأمل أم عبداللطيف، في الخمسينات من عمرها، في انتشالها وأبنائها من التنقل بين بيوت الإيجار، بعد أن تخلى زوجها عنها وعن أولادها، تاركاً إياهم تحت رعايتها، بما في ذلك توفير مصاريف احتياجاتهم اليوميةوتعيل أم عبداللطيف ثلاثاً من بناتها وابنين، فيما الابن الثالث، الأكبر بينهم، يعمل في شركة خاصة، لا يفي راتبه بمتطلباته الشخصية، بحسب ابنة أم عبداللطيف، التي تصف وضع والدتها ب «المقلق»، خصوصاً أنها تعاني من أمراض عدة، من بينها الربو، جعلتها تتردد على المستشفى دائماً، إضافة إلى إصابتها بهذيان واكتئاب جراء التفكير في وضعها ووضع أبنائها. وتنقلت المطلقة التائهة منذ طلاقها من زوجها بين منازل عدة، وأخيراً اضطرت إلى السكن وأبنائها في شقة في الدمام، تدفع لإيجارها نحو 24 ألف ريال. وتقول ابنتها: «هذا المبلغ جعل وضعنا المادي صعباً، خصوصاً أن والدتي مسؤولة عن توفير احتياجات المنزل، كما أن والدي لم يعد يكترث لوضع أبنائه ويرفض الإنفاق علينا». وتضيف: «والدتي تعتمد في تغطية احتياجاتها ودفع الإيجار على مساعدة تتلقاها من الشؤون الاجتماعية، ولكنها لا تكفي لتغطية كل الالتزامات، بل يذهب جل المبلغ إلى الإيجار». وتلفت إلى أن والدتها «توجهت إلى جمعيات البر في الدمام، لكنهم رفضوا مساعدتها، على رغم حاجتها ووضعها المادي المتردي»، مضيفة: «كل ما نتمناه الآن بيت، يضم الوالدة مع أبنائها من دون الخوف من التشرد لعدم دفع الإيجار».