فجأةً وعلى إثر حادثة مرورية مروعة، فقدت «أم شهد» الحركة والسيطرة على نفسها، إذ إن إصابتها بكسر في الظهر والحبل الشوكي، كانا سبباً مباشراً في إصابتها بشلل نصفي. كان ذلك منذ نحو ثلاثة أعوام، وحتى الآن وهي أسيرة كرسي المعوقين، وهو ما جعلها تشبه نفسها ب«الميتة»، موضحة: «تحولت إلى عالة على أطفالي الصغار». أم شهد مطلقة وتعول أطفالاً صغاراً أكبرهم يبلغ من العمر نحو 12 عاماً، ولا تستطيع التأقلم مع هذا الوضع إلا بالمسكنات التي لا يتجاوز دورها تخفيف الألم الذي ظل يشتد عليها ويحرمها لذة النوم. وتقول أم شهد: «لا أستطيع النوم مطلقاً من شدة الألم وكهربة الأعصاب التي لا يشعر بها إلا من عانى منها، أنا امرأة مطلقة وأعول أطفالي الصغار، ذاقوا العذاب معي ونتيجة لشدة مرضي فصل جميع أبنائي من مدارسهم ليتعاونوا على تمريضي، وأنا غير راضية عن ذلك، وأشعر بالعذاب ولكن لا حول ولي ولا قوة». وتضيف: «أصبت بجلطات عدة كادت تقضي على حياتي وتيتم أطفالي، فبعد طلاقي من والدهم أصبحت أنا المسؤولة عنهم، ولكن لم أوفيهم حقهم نتيجة المصيبة التي حلت بي»، مؤكدة أن البيت الذي تسكنه هي وأبناؤها مستأجر، وتدفع مبلغ إيجاره وقدره ثمانية آلاف ريال كل ستة أشهر، حيث يبلغ الإيجار الشهري السنوي 16 ألف ريال، تجاهد أم شهد تجمعيها من المحسنين. حاولت أم شهد إخفاء دموعها وهي تسرد مأساتها ل « الحياة»، ولكن الدموع سبقتها وانسكبت بغزارة لتترجم ما يخالجها من الداخل ويعتصر قلبها الذي ذاب حزناً على نفسها وصغارها. وتختصر أم شهد ما عانته من حال العوز الذي حال دون إسعاد أولادها، ودون إجراء جراحة تساعدها على الحركة في أن علاجها من هذه الآلام متوافر. مشيرة إلى أن هناك بصيص أمل لعلاجها في إحدى المصحات في الهند، ولكن يقف كلفة العلاج التي تفوق 45 ألف ريال حجر عثر أمامها. وعلى رغم سوء حالتها النفسية وشعورها باكتئاب طوق حياتها وكبلها، كونها تسببت في حرمان أطفالها من حق التعليم، إلا أنها لم تيأس، فقد حاولت طرق الأبواب الأخرى، وفي مقدمها الجمعيات الخيرية التي قابلتها بالرفض، ولم تتأفف أم شهد من الحالة التي هي فيها أو تيأس، فعلى رغم أنها معاقة، إلا أنها قوية العزيمة صلبة الإرادة. وتتمنى المطلقة المعاقة من أهل الخير والمسئولين في هذا البلد الإسراع في مساعدتها في علاجها، ليس رحمة بها فحسب بل رحمة بأبنائها ومستقبلهم، وأول حلقات المساعدة المأمولة هي تسديد إيجار منزلها بانتظام حتى تستطيع الاهتمام بعلاجها وتعليم أطفالها.