لم تكد أم فهد تلملم أحزانها إثر فراق زوجها قبل نحو عام، حتى فاجأها «سرطان الثدي»، مضيفاً على الوضع المالي السيئ الذي تعيشه مع أبنائها، خطراً يهدد حياتها. هنا انقلبت حياة أم فهد رأساً على عقب، وتحولت حياتها المستقرة مع زوجها إلى حياة بؤس وأحزان وربما إلى تشرد إن استمرت الأوضاع السيئة. وتقول أم فهد: «المرض أنهكني ولا أنام الليل من الآلام، ولكن ما يشغل تفكيري هو مستقبل أبنائي من بعدي»، موضحة أن الراتب التقاعدي لزوجها لا يكفي لضروريات الحياة، فما بالك بمصاريف العلاج. وتضيف: «العلاج يشمل جلسات العلاج الكيميائي وأخرى بالإشعاع، إضافة إلى العلاج الهرموني، الذي أكد الأطباء ضرورة الانتظام فيه»، لافتة إلى أن حالتها النفسية السيئة وعدم انتظامها في العلاج بسبب اهتمامها بالأطفال، ساهما في عدم تقدم وضعها الصحي. لدى أم فهد خمسة أبناء (أربعة أبناء وفتاة)، أكبرهم معوق ومصاب بتخلف عقلي ويبلغ من العمر (18 عاماً)، ويحتاج دوماً إلى الرعاية والاهتمام، حتى في أبسط الأمور، الأمر الذي يحول بينها وبين الالتفات إلى استكمال علاجها أو الاهتمام بالتحصيل العلمي لبقية الأبناء، «منذ وفاة زوجي والأمور في انحدار مستمر، حتى وصل الحال بأبنائي إلى الذهاب إلى مدارسهم بلا وجبة إفطار، لا أعلم ماذا أفعل فقلبي يتقطع عليهم كل يوم ولكن عزائي الوحيد أنهم يستجيبون لتشجيعي ولديهم إحساس بالمسؤولية»، مستدركة: «مع ذلك أخاف عليهم من الانكسار، ما قد يدفعهم إلى ترك الدراسة والبحث عن مصدر رزق قد لا يكون حلالاً». وتتابع أم فهد: «أستلم مكافأة من الضمان، إضافة إلى مساعدة أخرى لابني المعوق، ومعظمها مع راتب زوجي تذهب إلى مصاريف العلاج»، مشيرة إلى هم مزعج لا يكاد ينجلي وهو مبلغ الإيجار، الذي تراكمت مبالغ منه طوال السنوات الماضية. وتناشد أم فهد أهل الخير والباحثين عن الأجر، العمل على مساعدتها في ما تمر به هي وأبناؤها من ظروف لا يعلمها إلا الله، بحسب قولها، كما تأمل من المسؤولين في وزارة الصحة علاجها في مستشفى متخصص، حتى تستطيع توفير مال لتربية أبنائها، خصوصاً أن وضعها الصحي يسوء يوماً بعد آخر.