تعيش أم نايف وأبناؤها التسعة (أربعة أولاد وخمس بنات، إحداهن مُطلقة)، حالاً من القلق والخوف من «التشرد»، بعد تلقيهم تهديداً بالطرد، من مالك العمارة التي يقطنون في إحدى شققها في حي البينية في مدينة الدمام. وتفاقمت مشكلة الإيجار بعد أن قرر المؤجر تسلم الإيجار كل ستة أشهر أو كل عام، بدلاً من كل شهر، ما جعل المبلغ المستحق يتراكم طيلة ثمانية أشهر، حتى بلغ 20 ألف ريال. وكان زوج أم نايف التي يبلغ عمرها نحو (43 سنة) هجرها منذ نحو ستة أشهر. وتقول: «تخلى عن مسؤولياته الأسرية وظل عاطلاً عن العمل، واقتصرت همومه على متابعة شهواته بالسفر خارج البلاد، وتطور الأمر إلى درجة أنه لم يعد يهتم بي أو بأبنائه، حتى لو رآنا ننام في الشارع». وتبدي الزوجة المهجورة قلقها على بناتها، بسبب تهديدهم بإخلاء الشقة التي استأجرها لهم فاعل خير قبل سنوات، متسائلة: «أين نذهب بعد أسبوع في حال نفذ المالك تهديده؟». وتضيف: «نعيش ظروفاً مادية صعبة ونعتمد في المصروف على مساعدة الضمان الاجتماعي لابنتي المُطلقة، فيما يستحوذ زوجي على المساعدة المقطوعة التي تصرفها لنا وزارة الشؤون الاجتماعية كل ثلاث سنوات»، لافتة إلى أن مساعدة الضمان «لا تتجاوز 850 ريالاً، إضافة إلى مساعدات المحسنين وبعض من نعرفهم من ميسوري الحال». وفاقم مرض «آلام المفاصل» الذي أصيبت به أم نايف من معاناتها، إضافة إلى معاناة أسرتها من العوز، والذي يعود بالدرجة الأولى إلى عدم إكمال أي من أبنائها أو من بناتها تعليمهم، «لم تستطع بناتي إكمال تعليمهن الدراسي، عدا واحدة حصلت على الشهادة الجامعية في اللغة العربية منذ نحو عامين، لكنها لم تحصل حتى الآن على وظيفة»، معيدة السبب في ذلك إلى «عجزي عن توفير كلفة التعليم». وتشير أم نايف إلى أن أصغر بناتها تبلغ أربع سنوات، فيما الكبرى 25. ويبلغ عمر أكبر الأولاد 19، وهو «لم يكمل تعليمه، فيما الولد البالغ 18 سنة مُلتحق بصفوف التعليم الليلي، ولدي آخر في الرابعة عشرة من عمره، طُرد من المدرسة منذ الصف الخامس الابتدائي، بسبب معاناته من صعوبات التعلم، لذا فإن أياً منهم لم يقطع شوطاً يُذكر في التعليم، ولدي شقيق وحيد لم يقدم لنا أية مساعدة». وتنتظر ربة الأسرة المعوزة مساعدة فاعلي الخير ووقوف أهل الخير معها ومع أبنائها، «لا نعلم إلى من نلجأ بعد الله عز وجل، لا ذنب لنا فيما حدث وليست لنا حيلة في إيجاد حلول تكفل لنا أن نعيش حياة كريمة».