تعهد رئيس الحكومة التي تقودها حركة «حماس» في قطاع غزة أمس إبقاء المؤسسات والأجهزة الأمنية التي شُكلت في غزة في المستقبل، في وقت يستعد وفد أمني مصري لزيارة القطاع والضفة الغربية لتذليل بعض العقبات أمام مجرى المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقال هنية خلال حفلة تخريج أول دفعة شرطية من كلية الشرطة التي أنشأتها وزارة الداخلية في حكومته إن «الأجهزة الأمنية التي أقيمت على أساس وطني وعقيدة وطنية يجب أن تبقى حاضنة أي عمل أمني في المستقبل في ضوء الحديث عن مصالحة ووحدة وطنية». وأشاد بتلك الأجهزة، قائلاً: «هذه شرطة نظيفة اليد واللسان، ونحن لسنا مؤسسة أمنية ذات علاقة مع الاحتلال إلا علاقة التصادم، ولا يربطنا به تنسيق أمني أو نعقد اجتماعات أمنية مشتركة»، في إشارة إلى الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة «بل هذه الشرطة تربت على موائد القرآن». واستذكر هنية «مؤسس» الأجهزة الأمنية وزير الداخلية الشهيد سعيد صيام الذي استشهد في غارة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل شقيقه في 15 كانون الثاني (يناير) عام 2009 أثناء الحرب الأخيرة على غزة، واستشهد فيها أيضاً نجل صيام وشقيقه. واعتبر أن «الاحتفال في ذكرى استشهاده بتخريج هذه الدفعة دليل على أن الحرب على غزة فشلت في تحقيق أهدافها كما فشل من وقف في مربع العدوان على غزة». وشدد على أن «استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي في الحرب الأخيرة وتدمير الوزارات والمؤسسات الحكومية فشلت فشلاً ذريعاً بفضل الصمود الأسطوري الذي تحقق على يد أبناء الشعب الفلسطيني... وعلى رقعة الوعي العميق لطبيعة المسؤولية وثقل الأمانة والأهداف»، مشيراً إلى أن «الأهداف أبعد من غزة لتشمل كل فلسطين وعاصمتها القدس». إلى ذلك، أعلن المستشار السياسي لهنية الدكتور يوسف رزقة أن «وفداً مسؤولاً من جهاز المخابرات المصرية سيقوم بزيارة قريبة لقطاع غزة والضفة الغربية لدفع عجلة المصالحة» ول «تعزيز عمليات التطبيق الدقيق للمصالحة وما تم التوقيع عليه». ورأى أن هذه الزيارة «ذات مغزى ولها قيمة كبيرة وستدفع ملفات عدة إلى أمام، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة (منع حصول غزيين على) جوازات السفر، والمعتقلين السياسيين، وتهيئة الأجواء للانتخابات المقبلة». وكان هنية أعلن السبت الماضي خلال اجتماعه مع وفد قيادي من حركة «فتح» تسليم منزل الرئيس محمود عباس في غزة إلى قيادة الحركة، والسماح بفتح مقر فرع لجنة الانتخابات المركزية في غزة استعداداً لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية خلال الأشهر المقبلة. واعتبر رزقة أن فتح مقر لجنة الانتخابات وتسليم منزل عباس «إشارة قوية من حماس إلى جديتها في تحقيق المصالحة، وأن هذه الخطوة ذات دلالة كبيرة قدمها هنية على أن حماس جادة في المصالحة وتدعو إلى تطبيق دقيق وأمين إلى ما تم التوقيع عليه وفي شكل متزامن في الضفة وغزة». ورأى أن «حماس» من خلال هذه الخطوة «تعمل على تهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح الخطوات العملية الدقيقة لملف المصالحة». وعن اللقاءات التفاوضية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في عمان، قال رزقة إنه لا يتوقع أن تكون هذه اللقاءات التمهيدية «مفيدة أو إيجابية أو ستسفر عن شيء ملموس بسبب حكومة (بنيامين) نتانياهو المتطرفة التي تتخذ من المفاوضات مع عباس غطاءً للاستمرار في الاستيطان وتهويد القدس». ووصف هذه اللقاءات ب «العبثية والمسيئة لسمعة الشعب الفلسطيني ونضاله»، مطالباً السلطة ب «التوقف عن هذا الخيار الفاشل والعقيم».