طهران، بروكسيل، طوكيو – أ ب، رويترز، أ ف ب – حذرت روسيا امس، من انها ستعتبر أي هجوم على ايران بسبب برنامجها النووي، «تهديداً مباشراً لأمنها»، فيما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولاياتالمتحدة استخدمت «قناة اتصال سرية»، لتحذير مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي من أن إغلاق مضيق هرمز الحيوي لنقل النفط، «خط أحمر» سيستدعي «رداًَ أميركياً». في غضون ذلك، أعلن يوجال ألطن باجاك، رئيس معهد البحوث العلمية التركية (توبيتاك)، بدء صنع صواريخ باليستية، موضحاً أن العمل يركّز الآن على تطوير صواريخ مداها 300 كيلومتر و500 كيلومتر. وأعرب عن أمله بصنع صواريخ يبلغ مداها 1500 كيلومتر، بحلول نهاية السنة، على أن يتواصل المشروع لإنتاج أخرى يصل مداها الى 2500 كيلومتر بحلول العام 2014، بوصفه هدفاً نهائياً. وأكد ألطن باجاك أن التجارب الأولية على الصواريخ كانت ناجحة، مشيراً الى أنها أصابت أهدافها بهامش خطأ بلغ 5 أمتار فقط. وتزامن الإعلان عن هذا المشروع، مع توتر إيراني - تركي غير معلن، بسبب تهديد قادة عسكريين إيرانيين بقصف رادار ينوي حلف شمال الأطلسي نصبه في تركيا، اذا تعرّضت إيران لهجوم من الولاياتالمتحدة أو اسرائيل. ونقلت شبكة «أن تي في» الإخبارية عن خبراء في الأمن التركي إن لا وجود في محيط تركيا لأي أهداف تشكّل خطراً على أنقرة، سوى إسرائيل وإيران، معتبرين أن صنع الصواريخ يستهدف محاولة تغيير الميزان العسكري في المنطقة، في مجال الصواريخ الباليستية. في بروكسيل، قال ديمتري روغوزين، المندوب الروسي المنتهية ولايته لدى حلف شمال الأطلسي: «ايران جارتنا، واذا انخرطت في أي عمل عسكري، سيشكل ذلك تهديداً مباشراً لأمننا». واضاف روغوزين الذي عُيِّن نائباً لرئيس الوزراء: «نحن مهتمون بمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل، لكننا نعتقد بأن لكل بلد الحق في امتلاك ما يحتاجه ليشعر بارتياح، بما في ذلك ايران». أتى ذلك بعد ساعات على تأكيد غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن «المجتمع الدولي سيعتبر أن فرض عقوبات جديدة على ايران، أو تنفيذ عملية عسكرية محتملة (ضدها)، بمثابة محاولة لتغيير النظام في طهران». وقال: «تبني الغرب تدابير خارج إطار قرارات مجلس الأمن، ستكون له آثار سلبية على الشعب الايراني واقتصاده». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولاياتالمتحدة استخدمت «قناة اتصال سرية» لتحذير خامنئي من أن إغلاق مضيق هرمز «خط أحمر» سيستدعي «رداًَ أميركياً». ونقلت عن مسؤولين أميركيين إن القناة السرية «اختيرت لإبلاغ إيران عمق القلق الأميركي إزاء تصاعد التوتر في شأن المضيق»، إذ يخشى قادة في البحرية الأميركية أن «يبادر قبطان متحمّس من بحرية الحرس الثوري، الى تنفيذ شيء استفزازي، مشعلاً أزمة واسعة». على رغم ذلك، يعتبر مسؤولون في الادارة الأميركية ان تهديد ايران بإغلاق هرمز، ليس سوى «افتعال ضجيج ومحاولة لرفع اسعار النفط»، إذ ان ذلك سيشكّل «انتحاراً اقتصادياً». وأكد مسؤول اميركي بارز أن بلاده «تنوي إغلاق المصرف المركزي الايراني»، من خلال العقوبات التي فرضت عليه الشهر الماضي. وسادت بلبلة في أوساط الحكومة اليابانية أمس، بعدما تعهد وزير المال جون أزومي لوزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر، ان تتخذ «تدابير عملية ومدروسة في أسرع وقت ممكن، لخفض حصة النفط الايراني في الواردات اليابانية». ورأى رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا في تصريحات أزومي «وجهة نظر شخصية»، وزاد: «على الحكومة أن تحدد موقفها، عبر مناقشة التداعيات بالنسبة الى المصارف اليابانية، وستتعامل مع القضية من خلال مناقشات على مستوى الشركات. يجب درس التفاصيل بالتشاور مع الأميركيين». وقال وزير الخارجية الياباني كويشيرا غيمبا في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي ألان جوبيه: «إذا ارتفعت أسعار النفط، لا يمكن اعتبار ذلك عقوبات، إذ يفيد ايران. يجب أن نردّ في شكل حذر وحكيم». لكن جوبيه الذي أبدى «تفهمه المشاكل الخاصة التي يطرحها «حظر استيراد نفط ايراني بالنسبة الى اليابان، أكد أن «ثمة حلولاً»، قائلاً: «أعطي مثالاً ما حصل لحظة انهيار الانتاج في ليبيا، لم يكن هناك تأثير في الأسعار. وعلينا أن نطرح على أنفسنا سؤالاً اساسياً: ما هو الأكثر خطورة؟ (تداعيات اقتصادية محتملة (للخطر)، أو امتلاك إيران سلاحاً نووياً»؟