أثارت التصريحات الرسمية الإيرانية عن نيتها إغلاق مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية بغية تدريب قواتها في محاولة استباقية لتعرضها لضربة خارجية، خشية خليجية ودولية، في وقت وصف مراقبون الأمر أشبه بالوقوع "بفخ نصبته إيران لغيرها". وتأتي هذه المناورات في وقت تتزايد فيه التقارير عن نية اسرائيل توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية ، بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة خصوصا عقب الانسحاب الأمريكي من العراق. وقال عضو في لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني الاثنين 12 ديسمبر 2011 إن الجيش يعتزم التدريب على إمكانية غلق مضيق هرمز أمام الملاحة وهو أهم ممر في العالم لمرور شحنات النفط إلا أنه لم يرد تأكيد رسمي. وتابع برويز سارواري لوكالة الطلبة للأنباء "قريبا سنجري مناورة عسكرية حول كيفية إغلاق مضيق هرمز. إذا أراد العالم أن يجعل المنطقة غير آمنة فسنجعل العالم غير آمن". ورفض متحدث باسم الجيش الإيراني اتصلت به وكالة "رويترز" التعليق على الامر، في وقت تأخذ دول الخليج والمجتمع الدولي الامر على محمل الجدية. ويتخوف الخليجيون من استراتيجية ايرانية للرد العسكري خلال المواجهة مع اسرائيل، قد لا تستثني دول الخليج، باعتبار منشأتها النفطية مصدراً لقوة الاقتصاد الدولي، ومهمة للدول المهاجمة خاصة الولاياتالمتحدة، بحيث يتم توجيه آلاف من الصواريخ على مناطق مهمة. وتتخوف قطر التي تعد نفسها الضحية الأقرب لسكين الجزار الايراني من ان تزيل هذه الصواريخ والقوارب الهجومية المسلحة كافة حقول الغاز القطرية التي تجاور ايران، ولا تبعد اقرب نقطة قطرية من الساحل الايراني سوى 70 كيلومتراً ولذا كانت الاستراتيجية القطرية مهادنة ولينة مع ايران ومحاولة لتهدئة الاوضاع، وكما قال وزير الخارجية القطري في وثائق ويكيليكس انه والايرانيين يكذبون على بعضهما البعض. ويقول محللون ان طهران يمكن أن تنتقم بشن هجمات كر وفر في الخليج وباغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره نحو 40 في المئة من شحنات النفط المصدرة من منطقة الخليج. واختبرت ايران هذا الصيف قرب مضيق هرمز العديد من الصواريخ ارض-بحر خلال مناورات قام بها الحرس الثوري بينها صاروخ اسرع من الصوت اطلقت عليه "خليج فارس" يبلغ مداه 300 كلم، بحسب ما اوردت قناة العالم التلفزيونية الايرانية الناطقة باللغة العربية. وقال المصدر ان القوات المشاركة في المناورة اطلقت صاروخين من نوع "خليج فارس" وهو صاروخ بالستي مضاد للسفن الحربية عرض للمرة الاولى في شباط/فبراير الماضي وهو بحسب طهران، قادر على ضرب هدف على بعد 300 كلم بسرعة فائقة. وتقول ايران ان الصاروخ المزود براس يحمل 650 كلغ من المتفجرات، تم تصميمه وصنعه بالكامل من قبل الحرس الثوري الجهة المسؤولة عن البرنامج والتشغيل العملي لمعظم الصواريخ وخصوصا البالستية منها. كما تم خلال هذه المناورات اطلاق صاروخ ارض-بحر اطلق عليه "الرعد" يبلغ مداه "بين مئة و200 كلم"، بحسب التلفزيون. وجرت عمليات اطلاق الصواريخ في منطقة بندر وجاسك قرب المحيط الهندي عند المدخل الشرقي لمضيق هرمز الذي يعبره 40 بالمئة من التجارة البحرية النفطية في العالم. وكان قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي الجعفري اكد مجددا ان ايران على استعداد لاغلاق مضيق هرمز في حال تعرضت لتهديد. كما اكد ان ايران تنوي زيادة حضورها العسكري في المحيط الهندي عند مدخل مضيق هرمز بهدف التمكن من الرد على تهديد محتمل من المياه الدولية. وكان الحرس الثوري اطلق في 28 حزيران/يونيو 14 صاروخا من نوع "قدر" المتوسط المدى (1800 كلم) و13 صاروخا قصير المدى (400 كلم) من نوع "زلزال" و"شهاب1" و"شهاب2" (200 الى 500 كلم) في اطار القسم البري من المناورات. ومع التاكيد على ان المناورات "دفاعية بحتة" ولا تهدد بلدان المنطقة، اكد المسؤولون الايرانيون ان الصواريخ التي تجهزها ايران يمكن ان تطال اسرائيل والقواعد الاميركية في الشرق الاوسط. ويجري الحرس الثوري سنويا مناورات مماثلة خصوصا في منطقة الخليج.